(25) نهر النيل في… الإسلام
تحققت البشارات الثلاثة التي بشر بها نوح عليه السلام حفيده مصرايم، منذ الآلاف من السنين عن مصر، عندما كان يتحدث مع ابنه حام في وجود بنصر ابن حام، وفي وجود مصرايم ابن بنصر، وعندما قضى مصرايم، حاجة جده نوح عليه السلام التي طلبها منه، بشر نوح عليه السلام، حفيده مصرايم، بهذه البشارات الثلاثة، التي ظلت وستظل ملتصقة بمصر إلى يوم القيامة.
فكانت البشارة الأولى عن مصر، والتي بشر بها نوح عليه السلام حفيده مصرايم، فهي أنه سيسكن الأرض المقدسة والأرض المباركة والمقصود بها مصر، والتي تأكدت بعد تجلي الله سبحانه وتعالى على جبل الطور في أرض مصر وكلم فيها الله سبحانه وتعالى موسى عليه السلام، والذي يعتبر الحفيد العشرين لنوح عليه السلام، فتحققت نبوءة نوح عليه السلام، بعد عشرين جيل، باعتبار الوادي المقدس طوى.
قال تعالى: (هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى (15) إِذْ نَادَاهُ رَبُّهُ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى) النازعات: 15-16.
وكانت البشارة الثانية عن مصر التي بشر بها نوح عليه السلام، حفيده مصرايم عن نهر النيل، والذي قال عنه أنه نهر من أنهار الجنة، وهو يقصد نهر النيل، وقد أكد هذه البشارة محمد صلى الله عليه وسلم في رحلة الإسراء والمعراج، وهي رحلة علمية دينية، تتميز بالغيب المطلق، وفيها رأي نهر النيل يتدفق في الجنة، لتتأكد البشارة الثانية بواسطة نوح عليه السلام باعتباره الأب الثاني للبشر وبواسطة محمد صلى الله عليه وسلم، خاتم الأنبياء والمرسلين بعد نوح عليه السلام، بعشرة آلاف سنة.
ومما يؤكد رؤيته صلى الله عليه وسلم، ما رواه قتادة عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “لما رفعت إلى سدرة المنتهى في السماء السابعة نبقها مثل قلال هجر، وورقها مثل آذان الفيلة، يخرج من ساقها نهران ظاهران ونهران باطنان قلت يا جبريل ما هذا قال أما الباطنان ففي الجنة وأما الظاهران فالنيل والفرات” لفظ الدارقطني.
البشارات الثلاثة
وكانت البشارة الثالثة عن مصر والتي بشر بها نوح عليه السلام حفيده مصرايم، في أن مصر أم الدنيا بمنطلق النقل والتواتر عن نوح عليه السلام، بصفته الأب الثاني للبشر، وبصفته واحد من أولي العزم من الرسل، وله سورة باسمه في القرآن الكريم، فكان حديثه عن مصر إم الدنيا، منطلق من مكانته ومنزلته عن الله سبحانه وتعالى.
وبعد آلاف السنين، من مقولة نوح عليه السلام، أن مصر أم الدنيا، تأكدت هذه الحقيقة النقلية بشكل علمي، عن الدراسة العلمية الجينية التي أجريت في جامعة كمبردج في 2015، وأثبتت هذه الحقيقة العلمية، أن الإنسان الحضاري الأول خرج من مصر إلى أوروبا وآسيا، لتؤكد الحقيقة العلمية هذه الحقيقة الدينية، في أن مصر هي أم الدنيا.
ومن الملاحظ أن البشارات الثلاثة، التي بشر بها نوح عليه السلام، حفيده مصرايم، قد تحققت على أرض مصر، فكان لمصر حظ وافر وعظيم من وجود مصرايم وعيشه فيها، وجعل لها مكانة دينية كبيرة في حياة الأنبياء والمرسلين، فكانت مصر الأرض المقدسة وبها نهر من أنهار الجنة، وهي أم الدنيا، كما سماها نوح عليه السلام، وهذا معناه أيضًا أن جميع الأنبياء والمرسلين أصولهم مصرية.
الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر