(27) مصر… في الحج
يسارع اليهود الخطى من أجل انهيار العالم وكأنه متعلق بمصيرهم ووجودهم بعد انتهائهم من التدابير الآمنة لهم ولأتباعهم، الذين يمثلون أقل من 0.01% من عدد سكان العالم، ويملكون 99.99% من ثرواته، وبالرغم من سيطرتهم الكاملة والتامة والنهائية كما يعتقدون على مفاصل الاقتصاد العالمي وعلى مراكز صناعة القرار، التي تمكنهم من فرض أجندتهم على الجميع، نسوا أو تناسوا أن للكون رب يحميه.
وبالرغم من تقلبات الأيام وتسارع الأحداث وضياع حقوق ومجهود العالم، بعد نهبها من قبل قلة قليلة، تارة بالقانون وتارة أخرى بالمؤسسات التي تسيطر على العالم، فالناظر لطبيعة الأحداث، وعجلة التاريخ يظن أن ساعة النهاية والخلاص قد اقتربت وساعة الحساب قد أزفت من الناس أو من رب الناس.
ولم يكن من الغريب أو العجيب، أن تكون البداية في جمع الثروة والسيطرة على السلطة كانت من مصر، متمثلة في سرقة ذهب المصريين ومنه كان العجل الذهبي الذي صنعه السامري، فعبدوه وتقربوا إليه، واعتبروه إلههم وإله نبيهم موسى، ومن هنا كانت بداية النهاية لبني إسرائيل، وما زالوا سائرين في نفس الطريق حتى اليوم.
انهيار العالم.. الذهب بداية الخيط الأول لدى اليهود لعبادة المال
فكان الذهب بداية الخيط الأول لعبادة المال، وتغولهم على أمر الله، الذي أنقذهم من بطش فرعون ونصرهم بموسى الذي أرسل إليهم لهدايتهم إلى عبادة ربهم والذي صنع منه السامري العجل في نهاية المطاف منذ 3 آلاف سنة، فهذا الزمن قصير بمقاييس الزمن عند الله، إنما يعتبر زمن طويل إذا قدر بأعمار البشر.
ولم يكن واقع بني إسرائيل مع موسى وهارون عليهما السلام، أحفاد يعقوب عليه السلام، بأفضل حال عن موقف أسباط بني إسرائيل وأنبيائهم مع أبيهم يعقوب، بعد مرور أربعمائة سنة من حادثة إلقاء يوسف عليه السلام في البئر من أجل التخلص منه والحصول على المال، فإذا كان هذا حال الأسباط الأنبياء، في اغتيال أخوهم من وراء أبيهم، فكيف يكون موقف عامة الناس من بني إسرائيل مع البشر؟، قال تعالى: “وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ وَكَانُوا فِيهِ مِنَ الزَّاهِدِينَ” (يوسف: 20).
وهذا فيه إعجاز هائل وعظيم، فذهب المصريين الذي سرقوه وصنعوا به العجل فعبدوه، كان سببًا في ضلال وإضلال بني إسرائيل وفسادهم وانحرافهم عن طاعة ربهم مع أنهم أبناء يعقوب عليه السلام، الذي يطاردهم في الدنيا والآخرة، فالمال الحرام لا ينفع صاحبه حتى لو كان بالمليارات.
الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر