(49) الإسلام… في ميلاد الرسول
ما ينطبق على أسماء الزمان في الكون ينطبق على أسماء المكان في الحارات والشوارع والميادين وفي النجوع والعزب والقرى، وفي المراكز والمدن والمحافظات في الإقليم، وفي الأقاليم في الدولة الواحدة، فيه امتثال لأمر الله واستسلام لإرادته في إطار الإسلام.
قال تعالى: “وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ مُوسَىٰ وَأَخِيهِ أَن تَبَوَّآ لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتًا وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ ۗ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ” (يونس: 87).
كما أن الاسم يعتبر أساسي وضروري، لمعرفة كل شيء يتعلق بحياة الشعوب في هذه البلاد، فما الذي يحدث إذا كانت كل هذه الأماكن دون اسم في الزمان والمكان؟، امتثالًا لأمر الله واستسلامًا لإرادته، في إطار الإسلام، قال تعالى: ” إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ” (آل عمران: 96).
وما ينطبق على الدولة واسمها وما فيها من أسماء، ينطبق على الدول وأسمائها وما فيها من أسماء، وعلى الدول في القارة الواحدة واسمها وما فيها من أسماء، وعلى مجموع القارات وأسمائها وما فيها من أسماء القارات، على امتداد مساحة الأرض البالغة 510 مليون كم2، فما الذي يحدث إذا كانت كل هذه الأماكن دون اسم في الزمان والمكان؟ امتثالًا لأمر الله واستسلامًا لإرادته، في إطار الإسلام، قال تعالى: “وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَٰلِكَ دَحَاهَا” (النازعات: 30).
أسماء المكان في الكون
وما ينطبق على اليابسة من مساحة الأرض البالغة 149 مليون كم2، ينطبق على مساحة الماء الموجود في المياه الجوفية، وفي الينابيع والجداول والأنهار والبحار والمحيطات، والبالغ مساحتها 361 مليون كم2، فكلها لها أسماء، اليابسة والماء، فما الذي يحدث إذا كانت كل مساحة المياه دون اسم في الزمان والمكان؟
قال تعالى: “وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُهَا وَلاَ حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلاَ رَطْبٍ وَلاَ يَابِسٍ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ” (الأنعام: 59).
وهذا فيه إعجاز هائل وعظيم، أن تكون مفاتيح الأرض في الأسماء بين الزمان والمكان، امتثالًا لأمر الله واستسلامًا لإرادته في إطار الإسلام.
الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر