(9) إشراقات… رمضانية
ما الذي جعل الجهاز التنفسي يقوم بهذه الوظيفة الحيوية وتلك المهمة الصعبة من تلقاء نفسه وفي وجود رقابة دائمة من مراكز التحكم في المخ والخلايا والأنسجة والأعضاء والأجهزة بشكل متقن ومحكم، لا يناله خطأ أو نسيان ولو في لحظة واحدة من عمر الزمان والتي تمثل عمر الإنسان في هذه الحياة؟
وما الذي جعل هذه الأجهزة قائمة بدورها، دون برنامج نراه أمام أعيننا، من أجل الحفاظ على حياة الإنسان المكرم والذي جعلت منه أيقونة للحياة؟
وما هذه العلاقة الوطيدة التي تربط الجهاز التنفسي للإنسان بالهواء، الذي يحيط به من كل جنب؟
وكيف يتمكن من الاستفادة من هذه العلاقة بهذا الشكل المذهل والذي عاقبته الحفاظ على حياة الإنسان أو هدمها في لحظات؟
وما هي طبيعة الوسائط الموجودة بين خلايا الجهاز التنفسي والهواء، حتى يدخل بهذه السهولة إليها ومنها ينتقل إلى سائر خلايا الجسم المختلفة التي ليس لها عد ولا حسبان؟
بل إن نقص الأكسجين في الشهيق، يؤدي إلى عدم وصول الأكسجين إلى الدماغ وبالتالي ظهور أعراض الدوار والتعب والإرهاق على المريض، فيفقد ذاكرته ويحدث له ضمور في خلاياه يدخله في غيبوبة، تنهي وجوده في الحياة حتى ولو بقي على قيد الحياة.
أمَّا في حالة انقطاع الأكسجين تتوقف عضلة القلب، فيققد الحياة ما لم يتم إنعاش قلبه ورئتيه في وقت سريع ومحدد وإلا فإن مصيره الهلاك والتراب بعد فقدان الحياة.
رقابة دائمة من مراكز التحكم.. الوظيفة الحيوية للجهاز التنفسي
إذن فعملية التنفس المسير فيها الجهاز التنفسي بقدرة الله فيها إعجاز هائل على صلة ببقاء الإنسان في الحياة، وهي ضرورية لإمداد القلب بالأكسجين من خلال الرئتين في عملية الشهيق، وبالتالي يتم ضخ الأكسجين عن طريق الدم بكميات هائلة إلى سائر خلايا وأنسجة وأعضاء وأجهزة الجسم، كي تستمر عملية الحياة بانتظام داخل جسم الإنسان بهذا الشكل المعجز والذي نراه أمام أعيننا دون شكر أو ذكر الله الواهب نعمة التنفس والحياة إلا ما رحم ربي.
الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر
