(15) خلق آدم من تراب… معجزة إلهية
إن الربط بين وجود الكافرين في كل زمان ومكان وخلق السماوات والأرض، قبل أن يخلق الله السماوات والأرض، دليل علمي قاطع على أن الذي خلق السماوات والأرض هو الله وأن وجود الكافرين، يؤكد هذه الحقيقة العلمية والحقيقة الكونية إلى قيام الساعة.
وإذا كان تطاول الكافرين على وجود الله وتشكيكهم في خلق السماوات والأرض، يُمثِّل حقيقة علمية ثابتة بالنسبة لهم، أثبتوها بحديثهم عن الله، فإنها تثبت صدق الله في الإخبارعن حال الكافرين قبل خلقهم وكذب الكافرين في الحديث عن وجود الله وتدحض فكر الكافرين بل وتنسفه تمامًا من جذوره، عند الحديث عن خلق السماوات والأرض.
الربط بين وجود الكافرين في كل زمان ومكان وخلق السماوات والأرض
وهذا دليل واقع على أرض الواقع، يظهر عجز الكافرين ويبطل حججهم، فقد أتوا إلى الدنيا وتحدثوا عن خلق السماوات والأرض كما أخبر الله عنهم قبل أن يخلقهم، فإذا بهم يتحدثون عن نظريات خلق الكون الذين لم يكونوا شهودًا على خلقه حين خلق، ويؤكد جهلهم والتدليل على محدودية علمهم.
وفي الوقت نفسه يعري جهودهم الحثيثة، في الاستحواذ على السلطة والمال والتي تسعى إلى إلغاء وجود الله في نفوس البشر وإعلاء وجود الطبيعة وجهودها، الذين يدعون كذبًا وظلمًا وزورًا أنها وراء خلق الكون ثم يتطاولون على الله ويدعون أن الحديث عن وجود الله هراء لا أصل له ويتبجحون في أقوالهم وأفعالهم التي ليس علىها دليل عقلي أو دليل نقلي ثم يطلبون من الناس أن تصدق هذه الهلاوس التي لا يقولها إلا مجنون، عوضًا عن أن ادعائه العلم المنبثق عن العقل، ويدعو إليه أمثاله من المخبولين.
فلو كانت الطبيعة هي التي خلقت الكون كما يدعون، فهل سمع أحد عن الطبيعة إنها ادعت أنها خلقت الكون وهل الطبيعة قالت لنا كيف خلقت الكون، وفي أي كتاب أعلنت الطبيعة عن ذلك، ثم لم تتحدث الطبيعة عن الطريقة التي خلقت بها السماوات والأرض، حتى يدعي المضلين أن الطبيعة هي التي خلقت الكون، ومن الذي خلق الطبيعة، إن لم يكن الله هو الذي خلقها.
وهذا فيه إعجاز هائل وعظيم في القرآن الكريم الذي جمع بين دفتيه بين المنهج والمعجزة التي تؤكد صدق الرسول صلى الله عليه وسلم في البلاغ عن الله وكذب الكافرين والمضلين.
الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر