(1) الكلمة الفصل… في جمع القرآن الكريم
كتب الله سبحانه وتعالى القرآن الكريم كتاب مكتوب في كتاب باللغة العربية كتابًا وقرآنًا عربيًّا، كتاب كتبه بنفسه باللغة العربية، وقرآن قرأه بنفسه باللغة العربية، قبل خلق الكون وما فيه من مخلوقات.
وإذا كان العمر التقديري للكون الذي نعيش فيه يبلغ خمسة عشر مليار سنة، في الحد الأدني، طبقًا للتقديرات العلمية التي قدرهاعلماء الفيزياء والطبيعة والفلك،فإن القرآن الكريم، كتابًا وقرآنًا عربيًّا، كان موجودًا عند الله قبل خلق الكون.
وقد أشار القرآن الكريم إلى هذه الحقيقة العلمية، قال تعالى: (إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ۗ وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ) آل عمران 19.
كتاب باللغة العربية
فقبل خلق الكون، وبعد خلق الكون، كان الدين عند الله الإسلام، وهذه الحقيقة العلمية راسخة في الكون، ويدور حولها بناء الكون وما فيه من لبنات.
والتي أكدت أن كل شيء عند الله، قبل خلق الكون وما فيه من مخلوقات، خُلق امتثالًا لأمرالله واستسلامًا لإرادته في إطار الإسلام، فكل مكونات الكون، على مستوى الذرات الأولية، وضعت في مكانها بشكل علمي، في إطار الإسلام وتدور في هذا الإطار، ولولا ذلك لانهار الكون وما فيه من مخلوقات في لحظات.
وإذا كان الله قد خلق الكون وما فيه من مخلوقات، امتثال لأمرالله واستسلام لإرادته في إطار الإسلام، فإن الصيانة الذاتية والدورية، التي تحدث في الكون، وما فيه من مخلوقات، وتحافظ على وجوده، على مدار اللحظة، تتم في هذا إطارها العلمي، امتثالًا لأمر الله واستسلامًا لإرادته في إطار الإسلام.
ومن هنا يجب التأكيد على هذه الحقيقة العلمية، التي لامراء فيها، وهي أن القرآن الكريم، كتابًا وقرآنًا عربيًّا، كان مكتوبًا في كتاب، وكان مقروءًا في قرآن قبل خلق الكون.
ولكن لا يستطيع أحد أن يتكهن بالوقت الذي كتب فيه القرآن الكريم، كتابًا وقرآنًا عربيًّا، ولا المدة الزمنية التي وجد فيها، كتابًاوقرآنًا عربيًّا، قبل خلق الكون إلا الله سبحانه وتعالى.
عملية الجمع والتوثيق النورانية
فعملية الجمع والتوثيق النورانية، التي حظي بها القرآن الكريم، كتابًا وقرآنًا عربيًّا، قبل خلق الكون، لا يمكن أن يتصورها أحد من الملائكة، ولا يمكن أن تخطر على عقل أحد من البشر.
لأن جبريل عليه السلام، لم يُسمح له بالإطلاع على النسخة الأصلية للقرآن الكريم، كتاب مكتوب في كتاب باللغة العربية، كتابًا وقرآنًا عربيًّا، إلا في المرحلة الخامسة من نزول القرآن الكريم في بيت العزة في السماء الدنيا.
حيث يمثل بيت العزة، المرحلة الخامسة والأخيرة، في المراحل النورانية الخمسة، التي مر بها نزول القرآن الكريم في الملأ الأعلى، فإذا كان جبريل عليه السلام، الذي يصل حجمه في الحد الأدنى، إلى حجم ألف كونٍ؛ الكون الواحد فيه السموات السبعة والأراضين السبعة.
وهو قائد عظيم من قادة الملأ الأعلى، المقربين من الله سبحانه وتعالى، وبالرغم من كل هذه المكانة العظيمة عند الله، لم يسمح له بالإطلاع على النسخة الأصلية للقرآن الكريم، إلا قبل نزولها إلى الأرض، فكيف يمكن لأحد من الملائكة أو البشر، أن يحظى بشرف جمع القرآن الكريم، إلا بمراقبة مشددة من قبل الله.
الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر