(4) الكلمة الفصل… في جمع القرآن الكريم
مما لا شك فيه، أن طرق تسجيل وحفظ القرآن الكريم، وعملية التوثيق الخاصة بالكتابة والقرءاة، تؤكد على أنه الكتاب الوحيد الذي تعهد الله بحفظه، وعهد إلى ملائكته بحفظه في أحرفه وكلماته وآياته وسوره، فكان لهم الدور الأساسي والمحوري، والحظ الأوفر والأبرز، في الحفاظ على النسخة الأصلية النورانية للقرآن الكريم، كتاب مكتوب في كتاب باللغة العربية، كتابًا وقرآنًا عربيًّا، في المراحل الخمسة النورانية الأولي، التي حظي بها القرآن الكريم عند وجوده بين سكان الملأ الأعلى.
في وجود متابعة دقيقة وفريدة من نوعها، في الشكل والمضمون، وفي المبنى والمعنى، مع كل العناية والرعاية النورانية الفائقة، التي حظي بها القرآن الكريم، كتابًا وقرآنًا عربيًّا، قبل أن يتم نقله من الملأ الأعلى إلى الأرض، كتابًا وقرآنًا عربيًّا، حتى يباشر عمله في الأرض كما باشر عمله في الملأ الأعلى.
طرق تسجيل وحفظ القرآن
فكان القرآن الكريم، كتابًا وقرآنًا عربيًّا، منهج حياة لسكان الملأ الأعلى، قبل أن يكون منهج حياة لسكان الأرض، بما فيها من مخلوقات، وهذا ما يتفرد به القرآن الكريم على غيره من الكتب، التي نزلت إلى الأرض، مثل التوراة التي نزلت على موسى عليه السلام جملة واحدة في جبل الطور، أو الإنجيل الذي نزل به عيسى عليه السلام عند ولادته.
وإذا كان القرآن الكريم مجموعًا في الملأ الأعلى، كتاب مكتوب في كتاب باللغة العربية، كتابًا وقرآنًا عربيًّا، جملة واحدة مرتبًا ومنسقًا على مستوى الحرف والكلمة والآية والسورة، والسور البالغة 114 سورة، كتابًا وقرآنًا عربيًّا، فقد نزل من الملأ الأعلى إلى الأرض مفرقًا، كتابًا وقرآنًا عربيًّا، ثم أعيد جمعه في الأرض، كتاب مكتوب في كتاب باللغة العربية، جملة واحدة مرتبًا ومنسقًا على مستوى الحرف والكلمة والآية والسورة والسور البالغة 114 سورة.
فكان القرآن الكريم، كتابًا مجموعًا في الملأ الأعلى، كتابًا وقرآنًا عربيًّا، ثم نزل به جبريل عليه السلام إلى الأرض مفرقًا، على مدار 23 عامًا، كتابًا وقرآنًا عربيًّا، ثم أعيد جمعه مرة أخرى، على نسق الجمع الأول في الملأ الأعلى، كتابًا وقرآنًا عربيًّا، بواسطة جبريل عليه السلام ومحمد صلى الله عليه السلام، فحاذ على المراجعة النهائية الإلهية في الكتابة والتدقيق في الملأ الأعلى وفي الأرض.
الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر