أسرار الكون

الإسلام الذي يجب أن نعرفه “1”

الإسلام الذي يجب أن نعرفه يربط الإنسان، بالله سبحانه وتعالى برباط وثيق، فلا يمكن للإنسان أن يستغني عن ربه، ولا يمكن لله أن يتخلي عن عبده، الذي أمده ويمده بكل أسباب البقاء في الدنيا، ويؤهله لكي يحصد ثمرتها في الآخرة، من خلال طاعته لربه.

ووفقًا لرؤية الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر، فإنه من خلال هذه العلاقة الوطيدة، التي من المفترض أن تكون مليئة، بكل معاني الحب والتقدير لله سبحانه وتعالى، ولو من باب تبادل المصالح والمنافع، والتي تصب كلها في صالح الإنسان المكرم، ولا تعود على الله بأي فائدة، سوا وصول الإنسان إلى قناعة بأن فضل الله عليه يغمره، في ظاهر حياته وباطنها، فيؤمن بوحدانيته، ويعترف بنعيم فضل عليه.

وهذه القناعة التي تربط  الإنسان بربه، ظاهرة عن فهم ووعي وإدراك، من خلال المعطيات الظاهرة عوضًا عن الباطنة، الموجودة في الكون، على امتداده الشاسع، بكل ما يحتويه من آيات معجزة، تلفت كل إنسان عاقل، إلى النظر في بديهيات جمال الصنعة، وتقنية خلق هذه الآيات بهذا الشكل المعجز، فلا يتسرب إلى عقله وقلبه أدني شك، في أن يكون وراء هذه الآيات البينات، خالق عظيم، يجب الالتفات إليه، والبحث عنه، والتفكير في آياته، وإمعان النظر بعمق، في كل مكونات الكون المعروفة لنا، حتي يتعرف علي عظم خلقه ومقام خالقه سبحانه وتعالى.

الإسلام وضرورة تذكر نعم الله دائمًا

فلا ينسي الإنسان العاقل، خالقه دائمًا ودائمًا وأبدًا يتذكر، كل هذه النعم التي أنعم به عليه ربه، فيشعر بها في كل أفعاله وأعماله وسلوكه وأقواله، فيكفيه خلق الكون الذي يحفظ عليه حياته، وحياة كل المخلوقات  التي تخدمه وتقدم له كل فروض الطاعة والولاء، عن طيب خاطر ورضا نفس.

وجود الكون دليل على قدرة الله سبحانه وتعالى، في تقديم كل ما ينفع الإنسان ويحميه ويحفظه، ويمده بكل أسباب استبقاء حياته في مأكله ومشربه، وملبسه ومسكنه، وكل أسباب الحفاظ على نوعه في جنسه.

وإذا كان خلق الإنسان من جماد في صورة تراب، هو في حد ذاته معجزة، قائمة، ودالة على عظمة الله سبحانه وتعالى، لم يدعيها أحد.

فإن تسخير كل ما في الحياة لخدمة الإنسان، تدل دلالة قطعية علي حب الله سبحانه وتعالى للإنسان، الذي خلقه بيديه، وجعل كل الكائنات في خدمته، ورهن إشارته.

فلقد أعد له الكون وجهزه له لاستقباله قبل أن يخلقه، وأمده بكل أسباب البقاء فيه، قبل أن يأتي إليه، من أجل خدمة هذا الإنسان المكرَّم، فلا تجد مخلوق من مخلوقات الله، والتي خلقت من أجل نفع الإنسان، يتأبي أو يتمرد عليه أو يمتنع، من تقديم كل فروض الطاعة والولاء له من الجماد والنبات والحشرات والطيور والحيوان، فالكل في خدمته، والكل يسهر على راحته، لأنَّه صنعة الله التي خلقها في أحسن تقويم.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
« Browse the site in your preferred language »