مقالات

الصحة كنز “2”

إذا كانت الصحة كنز من كنوز الشعوب المتحضرة، فإنَّه من الأهمية بمكان البحث الجدي عن تمويل المؤسسات الصحية بشكل ذاتي، دون أن تُمثِّل عبئًا على خزينة البلاد.

ذلك من خلال تحويل هذه المؤسسات الصحية المستهلكة، إلى مؤسسات صحية منتجة، في جميع التخصصات، حتى تتمكن من كفاية نفسها وتحسين أوضاعها وأحوالها المادية والحالة الصحية في البلاد، فتسعى من الاستفادة المادية من الخدمات الصحية التي تقدم لأفراد الشعب إلى التمدد وتقديم الخدمات الصحية، لمن يأتي من خارج البلاد.

هذا سيدر دخلًا كبيرًا على الخزينة العامة وسيحول الإدارات والهيئات والمؤسسات والوزارات إلى مؤسسات بحثية وعلاجية منتجة، بالإضافة إلى تقديم خدمات حقيقة لمنسوبيها تكفيها في الحد الأدني من متطلبات الحياة.

وتحويل هذه الوزارات إلى مؤسسات منتجة من خلال الفكر والإبداع، تكفي احتياجات منسوبيها، فلا تكون استهلاكية فقط، وإنَّما تُساهم في تغطية نفقات أبنائها والسعي الحثيث إلى رفع مستويات دخولهم،  وتقديم المزيد من الخدمات التي تقدمها في داخل البلاد وخارجها.

الاهتمام بموارد الصحة كنز للدول

المؤسسات الصحية يقع علىها عبء كبير في الحفاظ على الأمن القومي للبلاد، من خلال الحفاظ على صحة مواطنيها التي تمثل رأس المال الحقيقي للبلاد في العمل والإنتاج.

ولذلك فهي مطالبة في كل وقت بتقديم خدمات صحية راقية في الشكل والمضمون لكل أبناء الوطن على حد سواء.

وفي نفس الوقت تسعي إلى تسويق الخدمات الصحية على المستويين الإقليمي والدولي، عن طريق مشاركة فعالة بين أطباء الداخل وأطباء الخارج في مصحات تقدم خدمات طبية راقية، على المستوي العالمي لكل زائريها من مختلف القارات، مع الاهتمام بسياحة المؤتمرات والسياحة العلاجية ماديًّا ونفسيًّا.

كما تفعل كل دول العالم المتقدم في كل أنحاء العالم عامة والغرب خاصة، وحتى في الدول النامية مثل الصين والهند وغيرها، والتي تدر دخول الرعاية الصحية وتقديم الخدمات عليها عشرات المليارات على خزائن هذه الدول.

نحن في حاجة إلى جهاز إداري منظم وأمين ومخلص وواعٍ وراقٍ وإدارة علمية ناجحة وعقول ناهضة مستنفرة وقلوب يقظة وأيدٍ نظيفة في وجود المحاسبات.

وبناء عليه، نجد أنَّه في وجود هذه المؤسسات الصحية المتميزة والقادرة على العطاء بلا كلل أو ملل، مع تقديم خدمات لمواطنيها وزائريها من مختلف دول العالم والقارات بمواصفات عالمية ستكون بالتأكيد مصدر جذب لكل المرضى في الداخل والخارج، مع الاعتماد على وسائل التقنيات الحديثة في التشخيص والعلاج وابتكار طرق جديدة لم تكن موجودة من قبل لتقديم خدماتها إلى مرضاها بطرق إبداعية وابتكارية.

تتميز عن الطرق الموجودة في دول في العالم المختلفة، من خلال منظومة صحية علمية متماسكة ومترابطة من المركز والأطراف، ما يجعلها في مصاف الدول المتقدمة.

الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
« Browse the site in your preferred language »