الصحة كنز “7”
إذا كان العلم هو الذي يطور الإنتاج وهو الذي يحفز الناس على العمل ويدعوهم إلى الإخلاص في الأداء ويدفع بهم إلى الجد والاجتهاد وهذا هو المفتاح اللازم لتوفير الغذاء والصناعة والتصدير إلى خارج البلاد بالعملات الصعبة إلى الأمم والقارات.
فالأمم الجعانة والفقيرة لا تستطيع أن تصنع علم ولا تقدم ولا تقنية ولا يمكن أن تنهض في أي مجال من مجالات العلم والمعرفة، لأنها أمَّة مريضة في حاجة إلى من يأخذ بيدها ويساعدها في البقاء على قيد الحياة.
فلا مجال للاكتفاء الذاتي بعد أن فتحت أبواب الاستيراد على مصراعيها بعد طغيان المصلحة الخاصة على المصلحة العامة في كل مجال إلى درجة تشعرك أنَّه لا يمكن توفير أدنى متطلبات الحياة وأساسياتها في الصحة والعلاج.
العلم أساس التطور والإنجاز
فما بالك بالتطور والإنجاز الذي يعتمد على التقدم العلمي وتوفير العلماء القادرين على النهوض بالبلاد ودفعها من كبوتها ولكن أنَّى لهم ذلك وهم ليس لهم علاقة بالعلم والعلماء.
ومن هنا نجد أنَّ توفير الغذاء المتوازن مقدم على غيره من الواجبات، لأنَّه يُمثل العمود الفقري في الحفاظ على صحة الناس ودونه يعاني الناس من كل أنواع الأمراض التي ليس لها علاج عند الأطباء، لأنَّ توفير الحد الأدنى من الغذاء المتوازن يُحافظ على صحة الناس فما بالك بالكفاية والرفاهية في تناول الغذاء الصحي الخالي من الأمراض.
وتوفير غذاء متوازان معناه توفير حاجات الإنسان الغذائية التي تحافظ على صحته وتقوي جهازه المناعي وتمكنه من القيام بواجباته اليومية، بحيث يتمكن من رعاية نفسه وأبناءه ووطنه ويقدم الرعاية والعناية للآخرين دون أن يكون عالة عليهم.
والغذاء المتوازن يجب أن يشمل في جملة ما يشمل العناصر الأساسية، دون أن يطغى أحدهم على الآخر في توفير البروتينات والنشويات والدهون والأملاح المعدنية والفيتامينات في وجود ماء نقي وبيئة نظيفة خالية من الملوثات مع راحة البال في الأمن والأمان والاستقرار.
ضرورة الحافظ على صحة الناس
ومن هنا نجد أن الحفاظ على صحة الناس وتقويتها يستدعي النظر إلى أهمية تكثيف الجهود المخلصة وتعميق الانتماء لتحقيق هذا الهدف من خلال نظرة عميقة ومتفحصة إلى أهمية الثقافة الصحية وأثرها الإيجابي في الحفاظ على صحة الناس في الأعمار كافة.
وهو ما يستدعي على وجه الدقة واليقين إلى تحديد الهدف في وجود آلية تحيي داخل كل فرد من أفراد المجتمع أهمية التفاعل المحمود على أرض الواقع مع الجهود التي تسعى إلى جعل الصحة العامة في بؤرة اهتمام المواطن من خلال التنبيه على أهمية الوعي الصحي الشامل بين الناس، من أجل رفع الكفاءة الصحية للناس، على مستوى الفرد والجماعة في جميع المستويات.
الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر
تعليق واحد