مقالات

(6) أبجديات التعليم في الإسلام.. العلق- القراءة- القلم

إذا كانت اللغة تمثل الأداة الأساسية للبنيان المعرفي لكل الكائنات والتي تتشكل منها مجموعة من الإشارات في صورة أحرف وكلمات، لتمكن الإنسان وأفراد المجتمع من التفاهم مع بعضهم البعض الآخر في جميع ميادين الحياة، فاللغة هي الغائب الحاضر في كل شيء وبدونها يتعذَّر التواصل بين الناس في أي شيء ويقدر عدد اللغات في العالم في المتوسط بحوالي 6000 لغة.

فالقراءة بنت اللغة واللغة هي بنت البيئة التي يكتسبها الشخص من خلال التفاعل الاجتماعي مع محيطه في مرحلة الطفولة المبكرة وفيها يتحدث الطفل بطلاقة عند الثلاث سنوات، فالعربي يتحدث العربية والإنجليزي يتحدث الإنجليزية في بيئته ويحدث العكس.

فالطفل العربي يتحدث الإنجليزية إذا عاش في مجتمع يتحدث الإنجليزية والطفل الإنجليزي يتحدث العربية إذا عاش في مجتمع يتحدث العربية وهذا فيه دلالة على دور البيئة والهوية الاجتماعية في اكتساب اللغة وتنميتها بين الأفراد والجماعات.

ومن المعروف أن اللغات الرئيسية في العالم تشمل لغة الهندو أوروبية مثل الإنجليزية والروسية والهندية واللغة الصينية والأفرو آسيوية مثل العربية والصومالية والعبرية واللغات السواحلية مثل الباتو والزولو، ولغات المالايوالبولينيزية في إندونيسيا ومالىزيا وغيرها من اللغات.

إنتاج اللغة على قدرات عالية من السيطرة

ويعتمد إنتاج اللغة على قدرات عالية من السيطرة على آلية إنتاج الصوت على مستوى الجسيمات الأولية والذرات في الخلية الواحدة والخلايا والأنسجة والأعضاء والأجهزة المتعلقة بإنتاج الصوت واستقباله في الرئتين والأنف والأذن والحنجرة والأحبال الصوتية والحلق والفم واللسان والأسنان والشفاه، والقدرة على فك هذه الشفرات.

ويلعب المخ والقلب والفؤاد الدور المركزي في إدراك اللغة وإنتاج الكلام عن طريق الربط بين هذه الشفرات القادمة من الجهاز الصوتي ومعه مختلف الأجهزة المعبرة عن الذات داخل جسم الإنسان، بمعدل عشرات الآلاف من الترليونات من الجزيئات على مستوى الذرات داخل الخلية الواحدة، والتي ينتج عنها إخراج اللغة في صورة أصوات وكلمات، من خلال التنسيق بين كل هذه المكونات في وجود الهواء.

والحقيقة العلمية الثابتة والوحيدة، تقول إن اللغة موهبة فطرية مبهمة، فطر الله سبحانه وتعالى الناس عليها وهي مخلوقة في مكونات العقل البشري ومكنوناته، لها بعد مادي متعلق بالكلام وبُعد معنوي متعلق بالذات، وكلاهما يشارك مشاركة فعالة في تكوين اللغة وتركيبها بالشكل المطلوب، فيستخدمها الناس في التواصل فيما بينهم والتعبير عن أنفسهم والتعامل مع الأشياء في البيئة المحيطة بهم.

فاللغة عبارة عن أصوات يُعبر بها كل قوم عن أغراضهم بالكلمات، ولها دور وظيفي هام في خلق وتداول المفاهيم بين البشر، كلما كان هذا البشر موجودًا على قيد الحياة وتُصبح اللغة في خطر أو تموت وتنقرض بتغيير الناس للغاتهم أو بموت من يتكلمونها.

اللُغة عملية معقدة ومتشابكة

وتعرف اللغة في نهاية المطاف بأنَّها عملية معقدة ومتشابكة وصعبة الفهم في بنيتها الأساسية وبنائها، لأنها تمثل ثمرة من ثمار العقل والقلب والفؤاد والمرتبطة بكل ذرات وخلايا وأنسجة وأعضاء وأجهزة  بشكل عام مع أجهزة الكلام بشكل خاص ومعها بنية الجسم المادية والنورانية بحيث يعبر بها الإنسان عن أفكاره وعواطفه الإرادية واللاإرادية، بأحرف وكلمات مرتبة ترتيب خاص، تخرج في صورة جمل وعبارات مفهومة للشخص الآخر، وكل الأشخاص الذين يتكلمون لغة واحدة، أو عدة لغات حسب لغة الإرسال والاستقبال وفي طبيعة المتكلم والمستقبل لهذه الكلمات.

الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
« Browse the site in your preferred language »