مقالات

(3) التعليم كنز.. التعليم= فكرة= منتج

البدء في توزيع هؤلاء التلاميذ المتفوقين والنبهاء في كل التخصصات من خلال مؤسسات تعليمية داخل المدارس والجامعات والتي تنناسب مع كل موهبة من هذه المواهب.

وهذه تمثل البداية الحقيقية لصناعة العلماء والعمال المهرة من خلال هذه التصفيات، التي تقوم بتوجيه الموهبة إلى ما يناسبها من تطلعات حسب الأولويات فهذا تلميذ موهوب في الطب والآخر موهوب في الهندسة والثالث موهوب في الفيزياء والرابع موهوب في الطاقة والخامس موهوب في الفلسفة والسادس موهوب في علم الفضاء والسابع موهوب في الرياضة والفن وهكذا في سلسلة متصلة الحلقات.

بعدها يتم تنمية هذه المواهب وتلك المهارات والقدرات وتوزيعها على المراكز المتخصصة في المدارس والجامعات مع ربطها بعجلة التنمية، من أجل تطوير المؤسسات كافة في كل المجالات من خلال هذه الأفكار، بعد وضعها في موضعها الصحيح وعلى المسار.

مقترحات لتعزيز التعليم في المدارس

وفي نفس الوقت يمكن تطوير الملكات للحصول على الابتكارات في كل الاتجاهات والتي يتم تحويلها إلى منتج في أيدي الناس في بضع أشهر، فيصب في خزينة الدولة المليارات بعد وضع هذه الأفكار موضع التنفيذ ثم الانطلاق بها إلى المستوى الإقليمي والدولي.

ثم الحصول على العلامة التجارية المحلية بمواصفات عالمية بعدها تتمكن من تصدير العلم في صورة علامات تجارية إلى شتى أنحاء العالم بخبرة هؤلاء المتميزين الذين تم اختيارهم على الفرازة في جميع مراحل التعليم المختلفة.

وهذه هي النتيجة المأمولة من التعليم الممنهج الذي يصنع العلماء والعمال المهرة ثم التطوير الدائم والمستمر لكل ما له علاقة بالتعليم في سلسلة متصلة الحلقات.

وفي هذه الحالة يشكل التعليم مسألة حسابية، يمكن حل مشكلتها من خلال الدراسة العميقة للمعطيات الموجودة على أرض الواقع بالتنمية الذاتية من خلال الاعتماد على الذات في وجود البرهان اللازم وإذا كانت المعطيات صحيحة والبرهان مناسب فإن النتائج بالطبع ستكون مبهرة وهذا يقوي من مكانة الأفراد والمجتمع ويحمي الأوطان.

فيصبح التعليم معتمدًا بشكل أساسي على الأعمدة السبعة التي تمكنه من القيام بمهامه الحقيقية في التقدم والتقنية من خلال بناء المعلم وبناء التلميذ المُعَد إعدادًا بشكل جيد إعدادًا ماديًّا ومعنويًّا وبناء المؤسسات في المباني والمعامل وبناء الإدارات المطورة والقيم والأخلاق والمناهج التعليمية التي تدفع بالفكرة وتدعم المنتج وكل هذا يصب في صالح الوطن والناس.

الأعمدة السبعة تعتمد على المال

وتعتمد هذه الأعمدة السبعة على المال عصب الحياة الذي يدعم كل هذه الأنشطة ويمدها بما تحتاجه من دعم يمكنها من تطبيق آلية العلم والبحث العلمي، بحيث يصبح واقع علي أرض الواقع ويكون المستهدف في هذه الحالة الحصول على منتج جيد يتمكن من حل مشاكل الناس.

ولذلك تسعى الدولة المتحضرة من إنفاق المزيد من الأموال على التعليم والبحث العلمي حتى رأينا جريان العلم وسريانه في بحار من المعرفة التي تغرق العالم بكل ما هو جديد وحديث يفيد البشرية، ويحل مشاكلهم على امتداد الكرة الأرضية.

وبدلًا من كَنْز الأموال ووضعها في جيوب بضعة أشخاص يملأون بها حساباتهم الجارية وأوعيتهم الادخارية بمئات المليارات بل والترليونات من الدولارات، دون أن تصب في خانة التعليم والبحث فيه سوى بضع دولارات قليلة لا تسمن ولا تغني من جوع.

فإنَّ المأمول زيادة تلك الإيداعات في حسابات التعليم حتى ينفق بسخاء على التعليم ومدخلاته، فتكون النتيجة مزيد من الأموال في خزينة البلاد.

الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
« Browse the site in your preferred language »