مقالات

(6) التعليم كنز.. التعليم= فكرة= منتج

التعليم الجيد والمنتج يجب أن يكون في إطار الاعتزاز باللغة العربية وتمكينها بين مختلف فئات المجتمع والاعتماد عليها في التدريس، لأنَّها هي اللغة الأم التي يفهمها ويتقنها العامة والخاصة من الناس، فلا يمكن فهم ما تتناوله الأبحاث العلمية حول العالم بلغة الآخرين بعيدًا عن ملكة اللغة التي يفهمها الناس ويديرون بها شئون حياتهم وهذا يحتاج إلى الترجمة من اللغات المختلفة إلى اللغة العربية والتي أصبحت الآن ميسرة وسهلة ومتاحة للجميع على محركات البحث الدولية وعلى الإنترنت.

ما يُمكِّن المتخصصين من إنشاء محرك بحث عربي يهتم بالدرجة الأولى بترجمة كل ما هو جديد في العالم في فروع العلم المختلفة وعندها سيكون الاختراع والابتكار والإبداع أسهل وأسرع بكثير في تحقيق فصول ومراحل مختلفة من التقدم والتنمية.

وفي وجود رعاية كاملة وعناية شاملة وتشجيع قوي ومبرمج وممنهج من قبل أركان الدولة ومن قبل قيادات حقيقية واعية تعي أهمية التعليم وذروة سنامه في البحث العلمي وتمثل واقع الأمة بحق وحقيق وتعبر عن رأيها وإرادتها ووعيها.

ولكي يشعر الناس بأهمية التعليم في حياتهم ويسعوْن إليه بجد واجتهاد علاوة على حبه والسعي إلى تحقيق أهداف الأمة من خلاله، يجب أن تشعرهم بالمردود الإيجابي ماديًّا ومعنويًّا على واقع حياتهم من هذا التعليم فليس من المعقول ولا المقبول إلَّا من قبل الجنون والهذيان أن يصبح المتعلم بعد سنوات طويلة من الدراسة والتعب والإرهاق والمعاناة، التي أضاعها الفرد من عمره في سنوات التعليم المختلفة تذهب هباءً منثورًا تذروها الرياح وكأنها في خبر كان فلا يجد وظيفة توفر له رغيف الخبز الحاف.

إذًا فليقل في نفسه فليذهب التعليم إلى الجحيم.. هكذا يقول لسان حال الناس بشكل عفوي دون ترتيب أو إعداد بعد أن ضاق بهم الحال من سوء الحال.

التعليم الجيد يصلح حال الدول

وهنا مربط الفرس حتى يعي الجميع ويفهم أصل القضية، دون لف أو دوران أو توعية عن إصلاح حال التعليم لأنَّه لا تعليم ولا تقدم ولا تقنية في وجود المحاباة والمحسوبية، فيصبح تعليم مسخ مشوَّه لا ينتج إلا أفراد أميين جهلاء سطحيين لا يبحثون سوى عن إشباع شهوتي البطن والفرج وتصدر الأحداث مع أنه نكرة في علمه لعمرك ما يستحق أن يكون هكذا الإنسان أن يكون إنسان بل شيء آخر في دنيا النسيان.

التعليم أصبح لا قيمة له عند الناس بل وأصبح تعليم مزوَّر، بعد أن ملأ الغش الامتحانات، فلا غرابة إذًا في غياب الرقابة والمساءلة القانونية.

وهذا أخطر ما في هذه القضية فعندما يفقد التعليم قيمته ويتحوَّل إلى عملية فاشلة قوامها الغش في العملية التعليمية، الذي يتحول إلى أصل وغيره الاستثناء فقل على الدنيا السلام لأنَّ البلاد ستنهار ولن يستطيع نظام أن يسيطر على هؤلاء الناس المزورين مهما طال به الزمان.

الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
« Browse the site in your preferred language »