(2) البحث العلمي.. ركيزة التقدم والازدهار

وكل هذا يحدث بضمير ويقظة وهمة عالية من خلال إدراك واعٍ وعميق وحصيف ومقدر لأهمية المرحلة الحالية التي تمر بها الأمة وتعيشها واقع على الأرض ومدى خطورتها على حاضرها ومستقبل أبنائها.

لأنَّ جوهر العملية التعليمة وأهميتها في إحداث فصول التنمية تنبع من قدرتها على إيجاد آلية تمكن هؤلاء الأفراد الذين درسوا التعليم واستعوبوه في فصولهم الدراسية من الإبداع والابتكار وإضافة كل ما هو جديد من أفكار ورؤى وأحلام، تتحول إلى واقع حقيقي على أرض الواقع.

فالتعليم المتميز يربط بين كل المجموعات التي تعمل داخله من المركز والأطراف وفي نهاية المطاف يشبك البحث العلمي بين أطراف المجموعات العلمية والتي يتشابك فيها  التعليم مع الأفكار والمنتج والذي يتحول، من خلال منظومة العمل الجماعي، التي تبحث عن هؤلاء الأفراد المميزين والمتميزين في كل فروع العلم المختلفة، من إنتاج الأفكار.

وهذا غاية وهدف البحث العلمي، بحيث نتمكن من إعطائهم الفرصة الذهبية التي تمكنهم من إيجاد هذا الجديد والاستحواذ عليه من خلال الفهم الواعي والمدرك لأهمية تطويره والبناء عليه من خلال منظومة شاملة تكاملية تصاعدية ونشطة يعول عليها في إحداث كل صنوف التقدم والتقنية.

البحث العلمي يثبت وجود تعليم حقيقي

لا شك في أن البحث العلمي هو الدليل العملي والبرهان على وجود تعليم حقيقي ملموس على أرض الواقع له قواعد وأساس وبنيان وله مسارات واتجاهات كلها تذهب في اتجاه واحد وتصب في نهر دافق يتدفق ماءه في شبكة مرتبة ومنظمة ومحكمة، تدفعه إلى الزروع فتروى به الأشجار فتثبت به الجذور وتقوى به الجذوع التي يشتد عودها وتخضر وتورف بالسيقان والأوراق والبراعم والزهور والثمار وبعدها يكون الحصاد.

فقد يكون الحصاد وفيرًا وغزيرًا فيعطي الكثير من الحصاد والمزيد من الإنتاج الذي يحل كل المشكلات ويفيض عن الحاجة، وبدلًا من توفير أدنى متطلبات الحياة، يدفع بالناس إلى الكفاية الإنتاجية وحتى الرفاهية.

وهكذا يكون الحصاد في التقدم العلمي والازدهار حضانة البحث العلمي، من أجل الوصول إلى الإبداع والابتكار والاختراع المترتب على التعليم الحقيقي الجاد.

الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر