(1) مكانة العلم والعلماء في الإسلام
لاشك في أن مكانة العلم في الإسلام لها منزلة كبيرة، لا يدانيها أي منزلة أخرى في الزمن الذي نعيشه والمكان الذي نستحوذ عليه، لأنَّ العلم هو المفتاح الذي وهبه الله سبحانه وتعالى لآدم عليه السلام وأبناءه وأحفاده من بعده لمنافعه الكثيرة في حل مشاكل الإنسانية وفضائله الجمَّة في المعرفة الحقيقية المتعلقة بمعرفة الله سبحانه وتعالى، ما يُمهد الطريق إلى فهم هذه الحقيقة الغائبة عن بعض البشر والتي ينطق بها الواقع ويتحدث عنها الكون.
وتظهرها الحياة في أفضل صورها وفي أبهى حللها وفي جمالها وتنوعها وفي كل شيء يحيط بالإنسان من كل جانب فيحميه من نفسه ويمنعه من شرور وخير الآخرين بقدر الله سبحانه وتعالى وقدرته ومقداره ما بقي في الحياة حياة إلى أن يرث الأرض ومن عليها.
أمَّا العلماء فهم ورثة الأنبياء وهم أهل الله سبحانه وتعالى وخاصته لأنهم هم الذين يظهرون عظمة الله سبحانه وتعالى في كل شيء خلقه في الكون وفي الحياة ويبحثون عن العلم وينقبون عن الأسرار في مكامن الكون والحياة فيعيدوا إليها الحياة بعد أن كانت غائبة عنهما فيُحققون أعظم إفادة لمسيرة الإنسان ومدى استفادته ووجوده في الحياة.
مكانة العلم في الإسلام
ومكانة العلم في الإسلام الذي يجب أن نعرفه محفوظة كأنها في عنان السماء ومسيرة العلماء كان لها الدور البارز وما زال في معرفة الله سبحانه وتعالى، وكان لها حضورًا ملفتًا، في الكثير من آيات القرآن الكريم والسنة الصحيحة، ما يجعل الإنسان العاقل يشعر أن كل كلمة من كلمات القرآن الكريم ورائها حقيقة علمية ثابتة تتحدث في طياتها عن المعنى الدفين لحقيقة خلق الكون والحياة .
وحتى في ما قبل الخلق أو ما بعده في الآخرة في المبنى الذي لا نعرف عنه سوى قليل القليل والمعنى المبهم والذي لا نعرف شيء يذكر عنه إلى درجة تشعر العالم بأميته حيث لا يستطيع أن يفرق بين اسم الحرف ومسماه فكأنه أمي لم يأتي إلى الحياة إلَّا ليعيش أميًّا، ويموت أميًّا حتى ولو ملك كل أدوات العلم ومخرجاته والتي لا تُمثل عند الله سبحانه وتعالى قبضة من هواء.
ومن هنا نجد أن الإشارات البناءة والآيات الواضحة في الحديث عن العلم والعلماء في القرآن الكريم كان له الدور البارز في فتح كل أبواب العلم والمعرفة على مصراعيها أمام البشرية فغمر الإنسانية جمعاء بفيوضات من نور العلم والمعرفة والتي كانت أبوابها مغلقة أمام الإنسان في الدوائر الثلاثة المتعلقة بعلم الإنسان بشكل عام في قبل الخلق وفي الخلق وبعد الخلق وفي الدوائر الثلاثة المتعلقة بعلم المسلم بشكل خاص في العقيدة والعبادة والمعاملة والتي كانت ظاهرة وواضحة في القرآن الكريم والسنة النبوية الصحيحة.
الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر
تعليق واحد