مقالات

(10) مكانة العلم والعلماء في الإسلام

وكل هذه الحوادث المتعلقة بشق صدره صلى الله عليه وسلم فيها إعلاء لمقامه وإكبار لمنزلته وتشريف لمكانته وتعظيم لدوره صلى الله عليه وسلم في هداية البشرية إلى معرفة الله سبحانه وتعالى والعودة بهم إلى ميراث النبوة الحقيقي الذي سبقه إليه أولي العزم من الرسول، نوح وإبراهيم وموسى وعيسى عليهم الصلاة والسلام.

فكانت لمكانته العلمية الدور المحوري في تعلم العلم ونقله إلى البشرية بصدق وإخلاص كما علَّمه ربه مقارنة بعلم الملائكة وعلم البشر.

ومن ثمَّ فلم تكن الحوادث الثلاثة التي تم فيها شق صدر الرسول صلى الله عليه وسلم بمحض الصدفة إنَّما كانت قدرًا مقدرًا حتى يُمكن التوازن بين مستواه البشري في مادية جسده الذي يميل إلى أصله الترابي المعتم ومستواه الروحاني الذي يميل إلى أصله الملائكي النوراني فتغلب أصله الترابي على روحه جعله بشرًا سويًّا، بالرغم م ترابيته وتغلب أصله الروحاني وارتقائه جعله يصل إلى مستوى الملائكة بل ويتقدم على كبير الملائكة جبريل عليه السلام أمين الوحي.

هداية البشرية

ومن ثمَّ فإنَّ المستوى العلمي الذي وصل إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يصل إليه نبي مرسل ولا ملك مقرب بل علم أعلى من علم الرسل وعلم الملائكة مصداقًا لقوله تعالى: “وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ علىكَ وَرَحْمَتُهُ لَهَمَّتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ أَنْ يُضِلُّوكَ وَمَا يُضِلُّونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ ۖ وَمَا يَضُرُّونَكَ مِنْ شَيْءٍ ۚ وَأَنْزَلَ اللَّهُ علىكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ ۚ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عليكَ عَظِيمًا” (النساء/ 113).

وهذا فيه إعجاز هائل فالرسول الله صلى الله عليه وسلم أمي لا يقرأ ولا يكتب بل ولم يكن يستطيع التفريق بين اسمه والحروف المكونة له، ومع ذلك علمه الله بعض من علم الدائرة الأولى والتي تحتوي على الغيب المطلق ومعلوماتنا عنها نحن البشر صفر في المائة وكل ما نعرفه عنها لا يخرج إلا في إطار ما قال الله سبحانه وتعالى وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وفي الدائرة الثالثة والمعني به علم الآخرة وعلمه الله بعض من علم الدائرة الثالثة والتي تحتوي على الغيب المطلق أيضًا ومعلومتنا عنها نحن البشر صفر في المائة وكل ما نعرفه عنها لا يخرج إلا في إطار ما قال الله سبحانه وتعالى وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وفي الدائرة الثانية والتي تحتوي على الغيب النسبي في الملائكة والجن والظاهر المتمثل في الإنسان والحيوان والطيور والحشرات والنبات والجمادات، فإن علمه يتعدى علم البشر الذي لا يصل إلى 0.01% من علم الكون وعلم المادة الحية والباقي 99.99% مجهول للعلم البشر عوضًا عن الروح المبثوثة في كل الكائنات الحية والتي لا نعرف عنها شيء بل إن معلوماتنا عن الروح لا تتعدى صفر في المائة، قال تعالى: “وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً” (الإسراء/ 85).

الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

‫3 تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
« Browse the site in your preferred language »