مقالات

(11) مكانة العلم والعلماء في الإسلام

وإذا كان علم البشر محدود لا يتعدى 0.01% فإنَّ المجهول منه يُمثل 99.99% علم في المبنى وليس علم في المعنى الذي لا نستطيع أن نفرق فيه بين اسم الحرف ومسمى الحرف لذلك كانت الإشارة في القرآن الكريم عن علم البشر المحدود وهو بداية ما يقال عنه علم أي الفرق بين الحرف ومسمى الحرف.

وإذا كان عِلم البشر لا يتعدى هذا المستوى الذي يقال عنه علم فكيف يكون قليلًا إلَّا إذا كان كل هذا العلم لا يُمثل نقطة في بحر العلم فما بالك بمحيطه وبحره الأعظم.

فإذا قلت ما عندي من مال فإن هذا معناه ليس عندك أول ما يقال عنه مال قرش صاغ أو تعريفة من المصاري لأن من للبداية أمَّا إذا قلت ما عندي مال يعني عندي مال ولكن لا يعتد به – بضع جنيهات مصرية- وإذا طبقت هذا المعنى على العلم، فإن معنى ما عندي من علم أي أول ما يقال عنه علم وهو الفرق بين اسم الحرف ومسماه كما في قوله تعالى: “وما أوتيتم من العلم”، أي ما منحتم وأعطيتم أيها البشر من عِلم البشر هو علم معدوم وصفري، والعلم معلوم هو الحقيقة الواقعة والمجزوم بها والتي تستطيع أن تقيم عليها دليل فما بالك إذا قال تعالى: “إلا قليلًا”.

علم البشر قليل

فما هو القليل من العلم المعدوم والصفري إلا مزيد من العدم ومزيد من المعادلة الصفرية، حتى ندرك مكانتنا العلمية نحن البشر عند ربنا مقارنة بالمكانة العلمية لسيد البشر محمد صلى الله عليه وسلم والذي فتح الله له كل أبواب العلم على مصراعيه قال تعالى: “وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ ۚ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عليكَ عَظِيمًا” (النساء/ 113).

بل إن علم الملائكة المحدود والذي يتفوق على عِلم البشر المعدوم يتقدم عليهما علم محمد صلى الله عليه وسلم، على عِلم البشر المعدوم وعلم الملائكة المحدود إلى علم اللامحدود وبلا حدود له صلى الله عليه الصلاة والسلام.

وقد أقرت الملائكة بذلك حينما قالوا كما قال الله تعالى: “قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا ۖ إِنَّكَ أَنْتَ الْعلىمُ الْحَكِيمُ” (البقرة/ 32).

الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
« Browse the site in your preferred language »