مقالات

(8) قيم… رمضانية

الله لا يجامل إنسان على حساب إنسان آخر، فالجميع أمامه سواء بل إنه يحمي الفقير من ظلم الغني ويحمي الضعيف من ظلم القوي ويحمي المريض من ظلم الصحيح، فكان عليه الاعتبار ولكنه فقد الثواب الذي كان يأخذه عن شيوع الجمال في الكون عندما يقول في نفسه –الله– بل وضاعف من سيئاته بعد أن تدخل في القوانين الموجودة في الكون والتي تعمل بلا تفرقة بين المخلوقات.

ومن هنا نجد أن كل المخلوقات المسيرة في الكون تعمل بمهارة عالية وتقنية فائقة ودقة متناهية لا تشوبها شائبة من أجل حماية مصالح الإنسان والحفاظ عليها في الحياة حتى يخيل إليك أنها أكثر حرصًا على مصالح الإنسان من الإنسان نفسه حتى تستمر الحياة بشكل منضبط.

لأن أي خلل ولو بسيط في الكون سيؤدي إلى انهيار الكون ونهاية الحياة، ففضل الله علينا نحن البشر قبول كل هذه الكائنات في السماوات بما فيها من كواكب ونجوم ومجرات والأرضين السبعة بما فيها من كائنات حية وجبال وأنهار وبحار ومحيطات أن تكون مسيرة حفاظًا على رحلة الإنسان في الحياة.

أما الإنسان فتركه حرًا طليقًا يختار بين أن يكون مخيرًا أو أن يكون مسيرًا في حياته وبالطريقة التي تعجبه فمن شاء فليؤمن بوجود الله ووحدانيته، فيقبل منهج السماء وهو مختار ومحب له ومن شاء فلينكر وجود الله أو يتخذ معه شريكًا أو يكفر به وينكر منهجه ومع ذلك لم يحرم الله خلقه من خيره ونعمه مؤمنهم وكافرهم بل وقهر سائر المخلوقات من أجل خدمة الإنسان والحفاظ على حياته سواء كان مؤمن أو كافر.

وهذه القيمة الرمضانية العظيمة الثامنة والتي  يجب علينا أن نتعلمها، من منهج القرآن الكريم ومنهج النبوة، وأفصح لنا فيها رمضان، عن الدائرة الثانية في الدنيا، أن جميع المخلوقات المسيرة في الكون تعمل بمهارة ودقة عالية للحفاظ على حياة الكون وحياة الإنسان على عكس الإنسان.

الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
« Browse the site in your preferred language »