مقالات

(38) قيم… رمضانية

من هذه النقطة يفكر في حاله وحال مجتمعه والبحث عن حلول له ولمشاكله فتقع أفكاره على فكرة قديمة يمكن تطويرها أو إيجاد فكرة جديدة بعد أن روادته أحلامه في تحقيق آماله وأمانيه، حتى أصبحت الحرية هي مصدر إلهامه وإبداعه وابتكاره واختراعه وكل هذا يحتاج إلى مجتمع حقيقي يحول كل هذه الإبداعات وتلك الابتكارات إلى منتج حضاري في متناول الناس من أجل دعم الصالح العام والحفاظ على مصالح الناس في تحقيق حياة أفضل من خلال التنمية والإنتاج.

وفي وجود الحرية التي يساندها العدل ويحافظ عليها تستطيع أن تقيم مجتمع قوي ناهض، خالٍ من الشوائب والأمراض فهما عماد التقدم والازدهار وأساس الإصلاح الاقتصادي الراسخ والتقدم السياسي المصون وهما صمام أمن وأمان للمجتمع في توفير أدنى متطلبات الحياة في المأكل والمشرب والملبس والمسكن والوظيفة والرعاية الصحية والخدمات الاجتماعية ودفعه إلى الكفاية الإنتاجية ويؤديان بهما إلى استتباب العدالة الاجتماعية حيث مجتمع الوفرة وسيادة الرفاهية بل ويدفعانه إلى تبوؤ المكانة العالمية المرموقة في دنيا الكبار.

ومن الحرية والعدالة تبرز صفتان عظيمتان تميز بهما الأنبياء الذين وقع عليهم الاختيار من قبل الله لهداية البشرية عن سائر البشر وهما فضيلتي الصدق والأمانة اللذان يعتبران صمام الأمان لإصلاح حال الأمة والمعيار الحقيقي لإصلاح الخلل الظاهر والباطن في سلوك الناس ومن خلالهما يمكن العبور من عنق زجاجة التخلف والأمية إلى باحة التقدم العلمي والتقنية.

وهذه القيمة الرمضانية العظيمة الثامنة والثلاثون والتي يجب علينا أن نتعلمها من منهج القرآن الكريم ومنهج النبوة وأفصح لنا فيها رمضان في الدائرة الثانية في الدنيا عن أهمية توفير الحرية والعدالة والصدق والأمانة والشفافية والمساواة والرقابة.

الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
« Browse the site in your preferred language »