مقالات

(40) إشراقات… رمضانية

بل وتمكن الإنسان من صناعة الحاسوب العملاق بإمكانياته الهائلة، لمعالجة كم هائل من البيانات وتخزينها على مستوى العالم حتى أصبح الحاسوب فائق السرعة يتمتع بقدرة معالجة خارقة، تبلغ 33.86 بيتا فلوب أي ما يعادل 33.86 كوادرليون عملية حاسوبية بالثانية الواحدة، علمًا بأنَّ الكودارليون يعادل مليون المليار.

فوصل الإنسان إلى هذا الحد من الأعمال الخارقة في تخزين البيانات، بل وتوقع خبراء أن الحواسيب العملاقة سوف تصل سرعتها إلى واحد إكسا فلوب (واحد كوينتليون فلوب) بحلول 2018 وواحد سكستليون فلوب في عام 2030 وهذا تطور هائل في علم الحواسيب والبرمجة.

وإذا كنا ننظر بإعجاب لتقدم الإنسان في مجال الحاسوب مع أن كل ما فعله الإنسان بعلمه هو أنه استخدم العقل الذي وهبه الله سبحانه وتعالى له والعلم الذي منحه إياه، بالمواد المخلوقة له، في الكون بقدرة الله سبحانه وتعالى، فوصل إلى هذا التقدم.

فما بلك بقوة خالق الإنسان الله سبحانه وتعالى، الذي خلق الإنسان من عدم وأمده من عدم، وضمن له كل وسائل وأسباب استبقاء حياته في طعامه وشرابه ونوعه، مع العلم أن قوة الإنسان تزداد مع زيادة حجم الأجهزة التي يبتكرها.

وهذا فيه إعجاز هائل لكن فخلية واحدة من خلايا الإنسان الدقيقة وحجمها لا يتعدى 50 ميكروميتر وتزداد دقة، فلا ترى بالعين المجردة، ويتم تكبيرها عشرات المرات لرؤيتها، وتقوم الخلية الواحدة مقام عدد لا عد له ولا حساب من مثل هذه الحواسيب الخارقة في التسجيل والتعقب والإخراج لكل أفعال الإنسان، بل إن الخلية الواحدة بها مائة تريليون ذرة، كل ذرة من الممكن أن تكون كون بسبع سماوته وأراضيه فكيف تكون سرعة التخزين في الخلية الواحدة.

الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
« Browse the site in your preferred language »