مقالات

(37) خلق آدم من تراب… معجزة إلهية

الطاقة الكامنة داخل الذرة، تتحوَّل إلى كتلة والكتلة تتحول إلى طاقة على مدار اللحظة، وهذا يحافظ على توازن الكون طبقًا لنظرية أينشتاين، والتي فيها الطاقة تساوي الكتلة في مربع سرعة الضوء البالغة ثلاثمائة ألف كم في الثانية، مما يعني أن كل شيء مادي في الكون يتحول إلى طاقة، وكل طاقة في الكون تتحول إلى مادة على مدار اللحظة وهذا يؤدي إلى ثبات الكون والحفاظ على وجوده بالصيانة الذاتية لذاته.

فالكتلة والطاقة في الإنسان والكون تتكون جميعًا من ذرات والتي تتكون أساسًا من الإلكترونات والبروتونات والنيوترونات، وعلى مستوى أساسي أكثر، فإن تلك البروتونات والنيوترونات، تمتلك الجزء الأكبر من كتلتنا وتتكون من جسيمات أساسية تسمى الكواركات.

الطاقة الكامنة داخل الذرة

فتمثل كتلة هذه الكواركات نسبة ضئيلة جدًا من كتلة البروتونات والنيوترونات والجلوونات، التي تجمع هذه الكواركات معًا بلا كتلة تمامًا، حيث يعتقد الكثير من العلماء أن كل كتلة أجسامنا تقريبًا تأتي من الطاقة الحركية للكواركات وطاقة الربط لها بواسطة الجلونات، لذلك إذا كانت جميع الذرات في الكون فارغة تمامًا، فلماذا يبدو كل شيء صلب في الكون؟

إن فكرة الحديث عن الذرات الفارغة، التي يتكون منها كل شيء في الكون، السماء والأرض وأجسادنا ومبانينا وأشجارنا غير مفهومة، فإذا كانت كل الذرات تُمثل فراغ في فضاء داخل الذرات بين النواة والإلكترون الذي يدور حولها، فإن هذا الفراغ يمثل أكثر من 99.99% من  فضاء الذرة.

تمثل نواة الذرة في الكون 99.99% من حجمها، بينما يمثل الإلكترون أقل من 0.01%، فمن الناحية الفنية تعتبر الإلكترونات ضئيلة جدًا، ولكنها  تمثل جزءً من الذرة بحجمها الصغير في فراغ بين نواة الذرة والإلكترون يمثل 99.99%، وهذا الفراغ موجود في  الفضاء وفي الإنسان.

وهذا فيه إعجاز هائل وعظيم، تؤكد قدرة الخالق سبحانه وتعالى، فالبرغم من عدم رؤيتنا لهذا الفراغ داخل الذرة الواحدة عوضًا عن الكون، مع أنه موجود فإنه يقضي على فكر الملحد وفكر الكافر الذي ينكر وجود الله لأنه لا يراه.

الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
« Browse the site in your preferred language »