مقالات

(40) خلق آدم من تراب… معجزة إلهية

الرسالة التي يجب على الناس فهمها عند الحديث عن خلق الكون، هي رسالة محددة ومقتضبة، بمحدودية علم الإنسان وسعة علم الرحمن سبحانه وتعالى، والتي تقول في فحواها إن الإنسان لا يفهم شيء يذكر عن خلق الكون، ولا يعرف شيء ذا قيمة عن  تقنية خلقه، وإن كان هناك شيء من هذا القبيل، فهو في الهامش بعيدًا عن الأصل والجوهر.

وإن تسخير الإنسان للوصول إلى بعض الحقائق العلمية المنثورة في جنبات الكون، والتي توصل فيها الإنسان عن بعض الحقائق العلمية، تؤكد كل الدراسات والأبحاث أنها  حقائق هامشية ومحدودة الأثر في حياة الإنسان، مصداقًا لقوله تعالى: “مَّا أَشْهَدتُّهُمْ خَلْقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَا خَلْقَ أَنفُسِهِمْ وَمَا كُنتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُدًا” (الكهف: 51).

فكل أمور الكون عدم في عدم، وكلما هم الإنسان بالخرج من عدم وقع في عدم أكثر تعقيدًا من الذي مضى، والغرض من هذا المعني أن على جميع البشر الإيقان بأن للكون خالق، وعلى الجميع إعلان الولاء لله بشكل عام، وعلى الكفار الملحدون والمشركون والمنافقين، الإيمان بوجود الله سبحانه وتعالى بعد كل هذه الآيات الدالة على عظمته في صنع هذا الكون، وفيه تأكيد على صدق محمد صلى الله عليه وسلم في البلاغ عن الله ويؤكد في نفس الوقت كذب وانحراف كل من اعتقد غير ذلك عن الفطرة التي فطر الله الناس عليها.

وهذا فيه إعجاز هائل وعظيم، لأن الله سبحانه وتعالى، يفتح للعلماء طاقة أمل من الحقائق العلمية المنثورة في جنبات الكون، لعلهم يؤمنون بوجود الله ولعلهم يكونون سبب في هداية البشرية التي ضلت الطريق، بعد أن غضوا الطرف عن رسالة الأنبياء والمرسلين، فضلوا ضلالًا بعيدًا، وقد ينجح العلم فيما فشل فيه المنهج.

الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
« Browse the site in your preferred language »