(13) الأعمدة السبعة لبناء الأمة… الدولة الفاشلة
في غياب الأعمدة السبعة والتخلي عنها في صناعة النموذج والمنتج الحضاري والقيم والأخلاق والمبادئ والعلم والمعرفة والتعليم المتميز والفرد المؤهل والإيثار والتضحية، تصبح الدولة فاشلة لا تستطيع حل مشكلة صغيرة حتى لو على مستوى جمع الزبالة من الشوارع والحارات.
والدولة الفاشلة يغيب فيها القانون وتحمل المسئولية ويسود فيها الفوضى والعشوائية وتتمكن من أساسها وجذورها سوء الإدارة وتفشي الرشوة وانتشار المحسوبية في كل مكان وفي كل مؤسسة من مؤسسات الدولة من الحاكم والمحكوم على حد سواء، دون وجود اعتبار للمسئولية.
والدولة الفاشلة تتحول مؤسساتها إلى عزب يتم نهبها بشكل منظم من قِبّل القائمين عليها والمفترض فيهم عظم الشعور بقبول المسئولية والحفاظ على مال الشعب من الضياع وعدم تبديده على الأهواء والشهوات أو سرقته وتهريبه خارج البلاد.
نتائج غياب الأعمدة السبعة
والدولة الفاشلة هي التي لا تهتم بالصحة العامة لمواطنيها وتحول أبنائها مرضى بالملايين في غياب الغذاء الصحي المتوازن ولو في حده الأدنى والماء النقي والهواء الخالي من الملوثات بزراعة الأشجار المثمرة بالملايين والمليارات بدلًا من قطعها في كل الأوقات.
والدولة الفاشلة لا تركز على التعليم وتعتبره من الكماليات والهدف من وجوده الحصول على شهادة حتى ولو كانت من أعلى الكليات، لا تكفيه صاحبها الحصول على وظيفة يتمكن منها من حل مشاكله اليومية والأسرية عوضًا عن تطوير نفسه في شتى المجالات في الوقت الذي يسرق البعض فيه المليارات، فلا توازان في الدخل بين هذا أو ذاك.
والدولة الفاشلة يتطاول فيها الجميع على الجميع حكامًا ومحكومين ولا حرمة لكبير أو صغير ولا رجل ولا امراة ولا طفل ولا قيمة للقيم والأخلاق والمبادئ الإنسانية التي تحكم الجميع وتحاكم الجميع بالقانون ولا عبرة إلا باستخدام القوة وسيادة البلطجية.
والدولة الفاشلة تجد فيها حقوق الفقير مهضومة وحقوق الغني محفوظة، حتى لو حصل على أمواله بطرق غير شرعية، فسيف الرشوة والمحسوبية مرفوع في وجه الجميع دون اعتبار للإنسانية والوطن والدين والانتماء.
والدولة الفاشلة مؤسساتها خربة لا وجود لها وتعتمد في وجودها على المعونات الخارجية في غياب فكر المؤسسات المنتجة التي تكفي حاجتها الضرورية وتعطي فائضها للدولة بعد أن أخذت الدولة على عاتقها دعم هذه المؤسسات حتى ولو لم تحقق أي تقدم أو إنجازات.
والدولة الفاشلة إذا وضعت لها معيار وقيمتها حسب الأعمدة السبعة لبناء الأمة فإنها لا تحصل إلَّا على صفر من سبعة بعد تصحيح ورقتها في الكنترول الأمين الذي يُقيِّم كل مؤشرات الدولة الفاشلة ويقارنها بمؤشرات النجاح فيجد أنها لا تستحق سوى صفر من سبعة في أفضل الأحوال.
الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر
2 تعليقات