(3) أكواد البشرة… والرقم السري

هذا الكود السري الذي يُميِّز بشرة كل شخص عن الآخر بحيث تحتفظ البشرة بأكواد سرية مختلفة في البشرة الواحدة بحيث إذا قمت بجمعها تعطيك كود البشرة الخاصة بكل شخص وهذه الأكواد موزعة في البشرة في مسيرة حياتها داخل الجلد في الرحلة الواحدة والتي تستغرق شهرًا واحدًا يتم فيها تغيير البشرة بشكل دوري.

وفي هذه الرحلة الشهرية للبشرة يتم عمل أكواد خاصة داخل خلايا الجلد بشكل متفرِّد للأحماض الأمينية والكربوهيدرات والدهون والأملاح المعدنية والفيتامينات وذرات الهيدروحين والأكسجين والكربون والنيتروجين ومشتقاتها، هذه المكونات جميعها يمكن جمعها في نهاية الشهر لتعطي أكواد محددة لهذه البشرة بما فيها الخلايا الكرياتينية والخلايا الملونة والخلايا المناعية وخلايا الإحساس العصبي.

وإذا كانت الخلية الواحدة في جسم الإنسان والتي يصل حجمها إلى 50 ميكروميتر تتمكَّن من إنتاح طاقة في اليوم تصل إلى تريليون وستمائة مليار قطعة طاقة من أدينوسين ثلاثي الفوسفات  (ATP) فإنها تمر في الحد الأدنى بأربعة عمليات بعث وفناء تستغرق ستة تريليون وأربعمائة مليار عملية فقط لإدارة الطاقة في الخلية الواحدة.

الكود السري يُميِّز بشرة كل شخص عن الآخر

كما أن الخلية الواحدة ينبعث منها طاقة في الثانية الواحدة مقدارها مليار وات طاقة تضيء مدينة مثل القاهرة.

وإذا كان وزن الجسم البالغ مائة كيلو جرام يحتوي على مائة تريليون خلية، فالجلد يزن 16 %، فتكون خلايا الجلد 16 ترليون خلية، وكل هذه العمليات الحيوية في الخلية الواحدة، ينتج عنها أكواد يمكن جمعها فتعطي مؤشرات أولية ونهائية عن طبيعة وبصمة بشرة الشخص بموصفاته الخاصة التي تحتلف بشكل كليًّا عن بصمة شخص آخر.

الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر