(5) الإسلام… والقبلتين
الصلاة بعد الإسلام وبعثة الرسول صلى الله عليه وسلم كانت الصلاة المعروفة، قبل رحلة الإسراء والمعراج، ركعتين أول النهار وركعتين آخر النهار، والصلاة التي فرضت ليلة الإسراء والمعراج وقبل الهجرة بعام كانت خمسة فروض في الأوقات المعروفة الفجر والظهر والعصر والمغرب والعشاء، فكانت سبعة عشرة ركعة فرض وسبعة عشر ركعة سنة.
وبعد رحلة الإسراء والمعراج وقبل الهجرة بعام، كانت الصلوات الخمسة تؤدي في مكة المكرمة وكانت القبلة بيت المقدس وبعد الهجرة ظلت الصلوات الخمسة تؤدي في المدينة المنورة إلى بيت المقدس 17 شهر في أصح الرويات ثم تغيَّرت القبلة في مسجد القبلتين بعدها في صلاة العصر إلى الكعبة المشرفة.
ومن هنا نلاحظ أن مراحل التي مرَّت بها الصلاة، كانت صلاة الأنبياء والمرسلين وأقوامهم في ركعتين صباحًا وركعتين مساء تجاه بيت المقدس قبل الإسلام، أمَّا الصلاة في الإسلام فكانت في مكة بعد البعثة ركعتين صباحًا وركعتين مساءً وكانت القبلة ناحية بيت المقدسة وبعد الإسراء والمعراج كانت في مكة المكرمة خمسة فروض الفجر والظهر والعصر والمغرب والعشاء ناحية بيت المقدس لمدة عام قبل الهجرة.
الصلاة بعد الإسلام
وبعد الهجرة إلى المدينة المنورة، كانت الصلاة خمسة فروض الفجر والظهر والعصر والمغرب والعشاء وكانت القبلة ناحية بيت المقدس بعد الهجرة ولمدة سبعة عشر شهرًا وفي ليلة النصف من شعبان وفي المدينة المنورة، تم تغيير القبلة من بيت المقدس إلى الكعبة المشرفة بأمر من الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم، فأصبحت الصلوات الخمسة منذ ذلك الوقت تؤدى والقبلة ناحية الكعبة المشرفة منذ أكثر من ألف وأربعمائة عام وإلى قيام الساعة.
ومن الملاحظ أن المسلمين صلوا تجاه بيت المقدس مرتين، مرة وهم في مكة المكرمة على مدار ثلاثة عشر عام قبل الهجرة ومرة في المدينة المنورة سبعة عشر شهر في أدق الروايات، ما يؤكد مدى الارتباط المادي والمعنوي بين مكة المكرمة والمدينة المنورة من ناحية والقدس الشريف من ناحية أخرى، ولتأكيد هذا الارتباط كانت القبلة في مكة المكرمة وفي المدينة المنورة ناحية بيت المقدس.
وهذا إن دلَّ على شيء فإنَّما يدل على مدى الارتباط العضوي بين المدن الثلاثة المقدسة في الإسلام في مكة المكرمة والمدينة المنورة والقدس الشريف، فلا يمكن فصل مدينة من المدن الثلاثة عن بعضها البعض الآخر، لأنهن كالروح والجسد وهذا يؤكد ضرورة عودة فلسطين بشكل عام والقدس بشكل خاص إلى رعاية الإسلام وحماية المسلمين.
الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر
2 تعليقات