(15) مشروع الفسيلة… ودروس من الهجرة
الأهداف العامة المرجو تحقيقها من مشروع الفسيلة، تتمحور حول اعتماد الأمة على نفسها وذاتها، في المأكل والمشرب والملبس والمسكن والرعاية الصحية والكفاية الإنتاجية والرفاهية للدفاع عن ماضيها وحماية حاضرها وتأمين مستقبلها في وجود معطيات وبراهين ونتائج تؤكد أن النية مبيتة لإبقائها فقيرة وجائعة ومحاصرة ومتخلفة وسوق لتصريف منتجات الآخرين.
كما أنه يمثل صمام الأمان ضد الجوع وحائط الصد ضد الانهيار القادم، وتحويل الكلام إلى عمل وفعل واقعي على أرض الواقع، من خلال تحويل العامل إلى مالك لمشروعه الخاص به، وفي العمل الجماعي لأن يد واحدة لا تصفق، ويد الله مع الجماعة، فالعمل الجماعي هو ذروة سنام الفسيلة، وهذا يؤدي إلى استبدال ثقافة الاستهلاك بثقافة الاستثمار والادخار.
الأهداف العامة المرجو تحقيقها من مشروع الفسيلة
بينما الأهداف الخاصة المرجوة من مشروع الفسيلة، تتمحور حول أهمية حماية مكتسبات الأمة وتطويرها من أجل أن تملك زمام أمرها وتكون قيمة على نفسها، من أجل حماية مصالحها الذاتية، والدفع بها إلى الأمام من خلال العلم والمعرفة، وفي ذات الوقت التي تحافظ فيه على مصالح الآخرين.
وتتضح هذه الأهداف الخاصة في إعادة تشكيل القوة الذاتية من خلال إدارات مهمتها إيجاد فرص عمل للعاطلين عن العمل بالملايين، مع الوقوف حجر عثرة وصمام أمان أمام كل إدارات الفشل والفساد، وتحرير الشعوب من الظلم ومن التواكل والكسل والاعتماد على الآخرين.
وهذا يؤدي إلى تحريك الركود المترسب والساكن والمتجمد في جنبات الأمة، من خلال إدارة شئونها الخاصة في المشروع من الألف إلى الياء، مع استعادة الثقة بقدرتها على العمل والإنتاج وحتى الإبداع والابتكار، وهذا ينبع من الشعور بالواجب الوطني، تجاه شعوبنا في توفير لقمة عيشها من كدها وعرقها ومجهودها وعملها.
والشعور العميق بأهمية تطوير قدراتنا الذاتية، من أجل تحقيق الاكتفاء الذاتي والتصدير، مع المعالجة السريعة والمستفيضة العلمية والاجتماعية، لحل مشاكل الأمة المريعة في سباق مع الزمن، لأن البديل هو الهدم القائم على قدم وساق في غياب المعيار.
وهذا يؤدي إلى تحقيق الأمن والأمان والاستقرار والاستقلال لجموع الأمة، في وجود اعتماد الأمة، على محوري على الشيوخ والشباب، في تحقيق النهضة التنموية في كل المجالات في أقصر فترة ممكنة، مع تقوية الشعور بالثقة والانتماء لهذه الأمة وإصلاح الأعطاب التي لحقت بها خاصة القيم والأخلاق والمبادئ درة التقدم والازدهار.
الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر