مقالات

فلسفة الإحساس في الجلد بين الصحة والمرض “4”

لأن هذه المكونات الموجودة في الجلد وتلك المراكز الموجودة على سطحه وبين جنباته، تتميز بقدرات فائقة وأفعال خارقة، لا يستطيع عقل الإنسان أن يستوعبها، بالرغم من التطور العلمي الهائل، والجسور الذي يملأ جنبات الكون ويمتد في الآفاق والذي يؤكد حقيقة وجود الله سبحانه وتعالى وحقيقة البعث والفناء في الدنيا.

وبالرغم من كل ذلك، فإنَّ القائمين على البحث العلمي في شتي أنحاء العالم والمفروض أنهم يستفيدون بعلمهم عوضًا عن غيرهم غائبين عن الوعي أو مغيبين بفعل اللاوعي إلَّا ما رحم ربك، فكيف يبذل هؤلاء العلماء كل هذا الجهد الخارق والجبار في البحث والتنقيب عن مكونات الكون وخلق الإنسان، ولا يدركون أن خلف كل هذا الخلق والتقدير، قدرة الله سبحانه وتعالى.

ولكن الله سبحانه وتعالى أعلنها على لسان رسله في كتابه القرآن الكريم، وأنطق بها خاتم الأنبياء وسيد المرسلين محمد صلى الله عليه وسلم، وجاء بها على لسانه وأكد بما لا يدع مجالًا للشك أنَّه هو الذي خلق الكون وأنَّه هو الذي خلق الإنسان.

فلسفة الإحساس في الجلد

فتظل الدعوة قائمة لصاحبها الله سبحانه وتعالى إلى أن يأتي من ينقضها ويقول أن الذي خلقت الكون وأنا الذي خلقت الإنسان، وحتى هذه اللحظة لم يأتي أحد ليدعي هذه الدعوة، فتظل الدعوة قائمة لله سبحانه وتعالى إلى أن يأتي من ينقضها.

ونحن نعلم علم اليقين ونعلم عين اليقين ونعلم حق اليقين أنه لم يأتِ أحدًا حتى الآن لينقض هذه الدعوة على مدار خمسة عشرة مليار عام من عمر الكون، ولا على مدار مئات الآلاف من الأعوام من عمر الإنسان ولن يأتي أحد من البشر أو غير البشر لينقض هذه الدعوة، فتظل الدعوة قائمة لمن ادعاها إلى أن يأتي من ينقضها.

وهذا التحدي فيه إعجاز هائل من الله سبحانه وتعالى يُماثل أو يزيد على إعجاز خلق الكون وخلق  السماوات والأرض وخلق الإنسان وخلق سائر المخلوقات، وفيه تحدٍ لكل البشر على اختلاف مللهم ونحلهم وعقائدهم وأجناسهم بشكل عام وللملحد والكافر والمشرك والمنافق وغيرهم بشكل خاص وهو تحدٍ قائم وباقٍ إلى قيام الساعة.

وإذا كان الملحد، يدَّعي أنَّ العلم هو طريقه إلى معرفة الحياة والكافر يدَّعي أنَّه لا بعث في الآخرة، وكلاهما يدعيان أن الطبيعة هي التي خلقت الكون، فليأتيان بكتاب قالته لهما الطبيعة، على أنها هي التي خلقت أو يستنطقانها حتى تؤكد هذا الادعاء الكاذب غير الموجود واللذان يضحكان به على عقول البسطاء من الناس.

لأن كل وسائل العلم ومخرجاته في العقل والمخ والقلب من البديهية والاستنباط، فالعلم والجهل والأمية والتقليد إلى الشك والظن والوهم، كلها معنويات، تؤكد وجود الله سبحانه وتعالى، وتدحض فكر الملحد والكافر والمشرك والمنفق، وتنفي أن العلم طريقًا إلى الخروج عن طاعة الله سبحانه وتعالى، بل إن العلم ومخرجاته، يؤكد على مدار اللحظة وجوده سبحانه وتعالى وعظمة الخالق وعظم الخلق.

الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
« Browse the site in your preferred language »