مقالات

الإسلام الذي يجب أن نعرفه “7”

الهدف من الإسلام الذي يجب أن نعرفه، هو في جماع الإيمان بوحدانية الله سبحانه وتعالى، والإيمان بوحدانية الرسالة المنبثقة عن أنبيائه ورسله، وتقويم سلوك الإنسان المعوج وإصلاح معاملاته مع الآخر.

من أجل تعزيز مسيرة الخير والنماء والأمن والأمان والاستقرار المؤقت في الدنيا، والتي تهدف بالدرجة الأولى إلى الحفاظ على المصلحة العامة للناس، والإقبال على الله سبحانه وتعالى، والبعد عن مسالك الشيطان وخدعه، التي وجهنا الله إليها وحذرنا من الوقوع فيها، على لسان أنبيائه ورسله من أجل العبور الآمن إلى الآخرة، حيث لا عودة بعدها، وسيجازي الجميع كل حسب عمله، فإمَّا جنة أبدًا وإمَّا نار أبدًا.

ومن هنا نجد أنَّ الفهم الحقيقي للإسلام لا يكون صحيحًا، إلَّا إذا انبثق بشكل ممنهج وأساسي ورئيسي من المصدر الأول للإسلام، الذي يعتمد على منهج القرآن الكريم ومنهج النبوة، ومن هنا كان لزامًا على المسلم الذي يفهم إسلامه بشكل صحيح وواضح لا لبس فيه ولا غموض، ويعرفه حق المعرفة، ألَّا يستقي معرفته بإسلامه ولا يأخذه إلَّا من خلال المصدر الرئيسي للتشريع من خلال منهج القرآن الكريم ومنهج النبوة.

الإسلام الذي يجب أن نعرفه

وإذا كان الله سبحانه وتعالى قد اختار محمد صلى الله عليه وسلم، لتبليغ رسالته إلى العالمين، باعتباره خاتم الأنبياء والمرسلين، فلا يحق لأحد من المسلمين إمامًا كان أو مأمومًا، عالمًا كان أم من عامة الناس، أن  يتقدم عليه، وعليه أن يسير خلفه، على منهج القرآن الكريم ومنهج النبوة، إذا أراد أن يسلك الطريق الصحيح، الذي ارتضاه الله سبحانه وتعالى لعباده.

وإذا كان محمد صلى الله عليه وسلم قد أكمل الله سبحانه وتعالى به المنهج الذي جاء به من قبل، في وحدة واحدة، وفي سلسلسة متصلة الحلقات، حتى لا يكون لإنسان حجة عند الله سبحانه وتعالى، بعد أن أبلغه بالطريق المستقيم، الذي يجب أن يسلكه في حياته، ومصيره بعد مماته، فلا تنسيه الدنيا بزينتها وزخرفها المؤقتة وهمومها ومشاكلها عن متاع الآخرة.

ولا تنسيه الآخرة بمراحلها المختلفة التي سوف يذهب إليها الإنسان بعد مماته، عن متاع الدنيا المعبر الوحيد له إلى النجاة من الآخرة، فكلاهما يكمل بعضه البعض الآخر، وكلاهما مربوط ببعضهما البعض برباط وثيق كالروح والجسد.

الرسول صاحب الدعوة

وإذا كانت دعوة الإسلام في مجملها، تعتمد في جوهرها وأصلها، على صاحب الدعوة التي بلغها للناس محمد صلى الله عليه وسلم، فهو يعتبر الأصل والجوهر في هذه الدعوة وغيره الاستثناء.

فلا يحق لأحد من أتباعه أن ينازعه إياها أو يتساوى به أو يحل محله سواء كان من أتباعه أو من غيرهم، ولا يحق لأحد أن يدَّعي أن له دعوة، أو أنه أتى ليكمل الإسلام، الذي كمل وتم على يد صاحب الدعوة الأول محمد صلى الله عليه وسلم.

فهو الأصل وغيره الفرع والهامش، فلا يمكن بأي حال من الأحوال ترك الأصل والجوهر، ثم البناء الهش على الفرع والهامش والذي سرعان ما ينهار بعد أن فقد مصدره الذي يعتمد عليه، وصدقه ومصداقيته، الذي يأخذ منه كل علوم الإسلام وقيمه ومبادئه وأخلاقه وسلوكه.

ومن هذا المنطلق، نجد أنَّه لا غنى مطلقًا عن منهج القرآن الكريم ومنهج النبوة المنبثق عنه، والذي كرَّم الإنسان وشرَّفه على سائر خلقه وجعل له مكانة عظيمة عند الله سبحانه وتعالى، وضمن له حياة آمنة مُطمئنة، خالية من كل الأمراض التي أصابت الأمم السابقة، التي أخذها الله أخذ عزيز مقتد، فلا أمل ولا منجي من الله إلا إليه، هكذا كانت تعاليم الإسلام في مجملها قلبًا وقالبًا، لا يحيد عنها إلَّا جاحد أو هالك.

القرآن صالح لكل زمان ومكان

وإذا كان  القرآن هو كلام الله سبحانه وتعالى، فإنَّه صالح لكل زمان ومكان، ويدفع إلى البحث والتجربة والعلم والمعرفة، ويدعو إلى التقدم والتطور في كل مجال، وكل كلمة أو آية أو سورة فيه، لها معنى علمي شامل يختص بالكون ودور الإنسان في الحياة، ودور كل الكائنات التي تخدمه، عن علم وبصيرة نافذة لا حدود فيها للزمان والمكان، وليست كعقل الإنسان المحدود وفهمه المحدود، وسمعه المحدود وبصره المحدود.

وبالتالي فإن إدراكه وفهمه للنص القرآني محدود، ولذلك لا يمكن فهم النص القرآني إلَّا من خلال العقل الذي يفهمه، في إطار منهج القرآن الكريم ومنهج النبوة وليس خارج عنهما.

الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر

الوسوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق