مقالات

الصحة كنز “1”

لا شك في أنَّ صحة الأفراد والجماعات هي أغلى ما يملك الإنسان في هذه الحياة فهي كنز الإنسان الذي لا يمكن أن يعيش بدونه مُعزَّزًا مُكرمًا، لأنها تمكن الإنسان من متابعة حياته بجِد وهمة ونشاط.

وعليها يعتمد كل مشوار الإنسان في الحياة إيجابًا أو سلبًا وهي التي تعطي للإنسان قيمة في الحياة وعليها يدور دولاب العمل في الحياة ولا يتوقف عن الدوران، إلَّا بعد أن تضعف صحة المرء بمرضه، أو بعد أن وهن عظمه، فيفقد صحته ويختفي من الحياة.

لذلك نُلاحظ أنَّ الصحة هي المقياس في كسب رهان الحياة والوصول إلى قناعة في أن الصحة هي المعيار الذي يقاس به تقدم الأمم والشعوب من عدمه، ودليل على غنائها أو فقرها ورفاهيتها أو جوعها كما أنها تمثل دليل دامغ على قطعها شوطًا كبيرًا في مجال التقدم والازدهار.

الصحة كنز للإنسان

الصحة تنمي المواهب وتعلي من شأن القدرات وتصب في مصلحة الجد والاجتهاد المتبوع دائمًا بالابداع والابتكار، فتحسن من مستوى الإنتاج وتعلي من مداخيل الأفراد وتجعل الإنسان يملك المال، الذي يحل به مشاكله في كل الأوقات ولا يكون عالة على نفسه والمجتمعات، بل تِرْس ناهض ومتقدم، في عجلة الإنتاج وليس العكس.

هذا يؤدي إلى مزيد من التفاني في العمل ومزيد من الجد والاجتهاد والإخلاص ومواصلة العمل بالليل والنهار في سلسلة متصلة الحلقات، بل ويصل بالإنسان إلى تحقيق طموحه في التطوير والإبداع والابتكار وكل هذا يؤدي إلى صناعة أمَّة قوية راقية ونهضة حضارية متقدمة في كل مجالات الحياة.

ومن هنا كانت الصحة تاج فوق رؤوس الأصحاء لا يشعر به إلَّا المرضى والأمة التي تحافظ على صحة أبنائها هي الأمة الحية الناهضة، لأنَّها تُمثل الكنز الذي لا يفنى والعقل الذي لا يتوقف عن التفكير والإبداع والقلب الذي يشعر كل من حوله بالدفء والحب والحنان.

هذا من جانب الاهتمام بصحة الأفراد وتقديم الخدمات الصحية لأفراد الشعب بشكل يتناسب مع دخولهم المادية وفي الوقت الذي يتم فيه تقديم الدعم الشامل للأفراد الذين لا يتمكنون من علاج أنفسهم من خلال المؤسسات الصحية وغيرها.

وإذا كان الحفاظ على صحة الأفراد هو الكنز الثمين الذي لا يفنى في تحقيق التقدم والرخاء والتمسك بتلابيب الإبداع العلمي والابتكار ويحافظ على تعافي الأمم والشعوب، فتتمكن من قهر التخلف وتضع العلاج السليم لحل مشاكل البطالة والفقر والجوع والحرمان.

فإنها صانعة للعقول النيرة والمستنيرة التي لا حدود لتفكيرها وإبداعها في كل مجال وفي وجود الرعاية والعناية والاهتمام من قبل كل المؤسسات وإدارتها الواعية والمسئولة عن التقدم والازدهار، بعد أن تخلصت من الجوع والفقر والحرمان والأنيميا، السبب الرئيسي في المرض والتخلف في كل مجال.

الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
« Browse the site in your preferred language »