الصحة كنز “5”

الغذاء قاعدة أساسية من قواعد بناء الأمم والشعوب وعمل جوهري لا غنى عنه، لأنه في الأول والآخر يُعبر عن طموحات الشعوب ويقوي من تنويع مصادرها الزراعية في الإنتاج، وزيادة المحاصيل الأساسية والفرعية والسعي إلى التصدير.

وهذا عائد على كل من يعمل حساب للتقدم العلمي والمستوى الأخلاقي الراقي، الذي وصلت إليه الأمم والشعوب وهو يعني في نفس الوقت أن الأنظمة والمعاملات، تحافظ على مصالح الشعوب من خلال حسن إدارة الأمور.

لأنه يعرف في نهاية المطاف أن الحساب منتظرة من خلال إجراءات الثواب والعقاب التي تلقى به في سلة المهملات في عصرية وقد يلقى به في السجن بعد إهمال مصالح الشعوب، في وجود القانون وغياب المحسوبية.

الحصول على الغذاء أساس بناء الإنسان

فأساس بناء الإنسان العقلي والبدني والنفسي، هو في حصوله على طعام صحي متوازن، يحتوي في الحد الأدنى على كل العناصر الغذائية اللازمة لصحة المخ والقلب وسائر أعضاء الجسم وهذا يؤدي إلى تقوية العضلات اللازمة للعمل المضني والشاق والقدرة على الاستمرار في العمل مهما كانت شدته وقوته، ومهما كانت المعوقات.

وفي نفس الوقت ينمي المواهب والأفكار ويمكِّن الأفراد من استنباط أفكار جديدة ومتجددة تساهم في عجلة الإنتاج وتدفع بالتقدم العلمي في كل مجال، الذي يؤتي ثماره بزيادة الإنتاج، وهذا يدعم من التصدير ويقلل من الاستيراد، ويقلل من العجز في ميزان المدفوعات فيقوي من عملة البلاد.

الغذاء المتوازان يشجع على الفهم والتدبر والتذكر في كل ما يحيط بالإنسان من الآيات وتهديه بصيرته ليس إلى إنتاج الأفكار وحسب وإنَّما تطوير هذه الأفكار والدفع بها إلى الأمام خطوات في مجال الإبداع والابتكار والاختراع، فيدعم من الاقتصاد ويحد من فاتورة الاستهلاك.

ومن هنا نجد أنَّ توفير الغذاء الخالي من الأمراض، يقوي العقل ويشد من عزيمة العلم، وينهض به المجتمع ويتقدم ويخطو خطوات إلى الأمام في ضروب العلم والمعرفة، ويجد طريقه السهل في حيازة التقنية وعليه تقوم الحضارة فيحدث التقدم والازدهار وبرقي الإنسان ترقى الأمم والشعوب، وبفقره وجوعه وحرمانه تتخلف وتقع أسيرة للأمية والجهل والخرافات.

الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر