مقالات

(6) الكتاتيب بذرة التعليم في الإسلام

الكتاتيب لها دور محوري في تأهيل عقل التلميذ بحصيلته العلمية الفذَّة التي تبلغ أكثر من سبعة وسبعين ألف كلمة إذا حفظ القرآن الكريم والتي يتفوق بها على أقرانه في مختلف أنحاء العالم، بعدها يتمكن من دراسة كل ما يهواه بخطوات واثقة ووثابة في مختلف مجالات العلم حسب ميوله العلمية بعد نضوجه العلمي في سن مبكرة في حياته.

وهذه الحصيلة العلمية الثرية تجعله أغنى طفل في العالم من حيث مخزون العلم والمعرفة والثقافة والقدرات التي يمتلكها في مجموع الكلمات القرآنية واللغة العربية، بينما أعظم مخزون علمي يمتلكه الطفل على مستوي العالم حصيلة لا تزيد عن ستة عشر ألف كلمة.

هذا البناء العلمي المادي الذي يمنحه القرآن الكريم لأبناء المسلمين فما بالك بالغذاء النوراني الذي يمنحه القرآن الكريم للروح التي تهتم بقراءة وكتابة وحفظ آياته، إنَّه مدد لا نهاية له في الزمان والمكان في الدنيا ولا حتى في الآخرة.

دور الكتاتيب في تنمية التعليم

والكتاتيب بهذا المعنى تلعب دور محوري في دمج كل أساليب التعليم، ما بين التعليم السمعي والتعليم البصري والقراءة بصوت مرتفع أو صامت والكتابة المتكررة على اللوح في رسم شكل الأحرف والكلمات والآيات القرآنية وفي نفس الوقت الحس الحركي المتمثل في حركة الرأس والجسد أثناء قراءة القرآن الكريم.

كما أنَّها تضع البذرة الأولى في درجات السلم التعليمي وتُمثل اللبنة الأولى في بناء التعليم، هدفها بناء الإنسان المسلم من خلال تنمية الوعي والنهوض بالفكر واكتشاف المواهب، وخلق كوادر علمية متخصصة فبزغت بها شمس المعرفة فأصبحت معلم من معالم النهضة وركيزة أساسية للعلم والمعرفة ومركز الدائرة في طلب العلم كيف يمكن وضع إطار للتعليم من خلال هذه العناوين في الكتاتيب.

كل هذا يجعل من الكتاتيب أكاديمية علمية راقية تستخدم كل الأدوات العلمية وفن المعرفة  في رسالة التعليم الحقيقة من خلال وسائل الإدراك في إيصال الآية القرآنية إلى ذهن التلميذ بشكلٍ صافٍ ونقي، تمكنه من نقلها من بؤرة الشعور إلى حاشيتها واستردادها عند اللزوم في حضور العقل والقلب والفؤاد.

وهذا جعل من الكتاتيب أيقونة التعليم في العالم الإسلامي والذي يجب أن تعود وتنشر في كل أماكن ليس على امتداد الأزهر والأوقاف ولا المؤسسات الإسلامية حول العالم ولكن على حافظ للقرآن الكريم وقارئ له ومتعلمه أن ينشئ موقع له على وسائل التواصل الاجتماعي والتعليم عن بعد من خلال الإنترنت وغيرها من وسائل الاتصال المختلفة لتعليم الجميع في مختلف الأعمار قراءة وحفظ القرآن الكريم.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
« Browse the site in your preferred language »