(44) مصر… في الحج
هذا المد المصري في شخص هاجر عليها السلام، والذي يحمل اسمها الفرعوني ومعه جغرافية نهر النيل على شكل زهرة اللوتس من المنبع إلى المصب، ينتقل إلى مكة المكرمة فتكون سببًا في تدفق بئر زمزم ونهره بعد السعي بين الصفا والمروة، مما يؤكد عمق العلاقة الوطيدة بين النهرين، نهر النيل في مصر ونهر زمزم في بئره في مكة المكرمة.
وهذه العلاقة الوطيدة بين نهر النيل وبئر زمزم في نهره، كانت هاجر عليها السلام، هي الرابط بينهما بين نهر النيل في مصر ونهر زمزم في مكة، وكلاهما نهران من الجنة وينبعان في الجنة ولكن ماء زمزم له طبيعته الخاصة والتي تختلف عن طبيعة الماء العذب الموجود على الأرض في الطعم واللون والرائحة.
فكان لهاجر عليها السلام، دور في ربط ماء النيل بماء زمزم وشعائر الحج التي بدأتها بالسعي بين الصفا والمروة، فربطت هاجر باسمها جغرافية ماء نهر النيل بسعيها بين الصفا والمروة مع بئر زمزم، مع الفرق الشاسع والظاهر لنا في طول نهر النيل 6699 كم، وانحصار زمزم في بئره في الظاهر ولكن لا نعرف شيئًا عن باطنه.
عمق العلاقة بين نهر النيل ومشاعر الحج
وهذا يؤكد مدى عمق العلاقة، التي تربط بين نهر النيل ومشاعر الحج المتمثل في اسم هاجر وفعلها عليها السلام، مما أضاف بعدًا جديدًا لمكانة نهر النيل في الإسلام، ومدى ارتباطه بمكة المكرمة والبيت الحرام، وكل هذا يعود إلى المكانة الكبرى التي حازت عليها هاجر عليها السلام بالربط والجمع بين النهرين برباط وثيق.
كل هذا مرتب ومقدر بأمر الله سبحانه وتعالى، لهاجر عليها السلام، لكن الأعجب من كل ذلك أن يتم هذا الترتيب الإلهي في البداية من مصر على يد الفرعون، الذي لولاه ما زار إبراهيم عليه السلام مصر، وما تزوج من هاجر عليها السلام وما رأينا كل هذه الأحداث العظام التي تتحكم في الكون إلى قيام الساعة.
وهذا فيه إعجاز هائل وعظيم، أن يوجد رباط بين اسم هاجر وجغرافية نهر النيل وعملها وجهدها في السعي بين الصفا والمروة وتفجر بئر زمزم، فكان الاسم والسعي سببين في وجود نهر النيل ونهر زمزم، كما سماه الرسول صلى الله عليه وسلم.
الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر
3 تعليقات