مقالات

(83) مصر… في الحج

إذا كان الكبش، الذي ضحى به إبراهيم عليه السلام لفداء ابنه إسماعيل، قد أحضره جبريل عليه السلام من الجنة، فإن شهود الذبح العظيم، كان الله سبحانه وتعالى، وجبريل عليه السلام، وإبراهيم وهاجر وإسماعيل عليهم السلام، وكبش من الجنة، وهذا معناه امتداد الذبح العظيم من الدنيا إلى الآخرة.

فيعني في جملة ما يعني أن أركان الحج دائمة وممتدة، وحتى بعد وفاة أصحابها بديمومة كبش الأضحية الذي جاء به جبريل عليه السلام من الجنة.

وجماع الربط والرباط بين النهرين في الدنيا، نهر النيل ونهر زمزم، وهما نهرين من أصل الجنة بالذبح العظيم من الجنة، يجمع بهما نهر الكوثر، الذي أعطيه محمد صلى الله عليه في الجنة، ومن الكوثر تنبع كل أنهار الجنة.

الربط بين نهر الكوثر وأركان الحج

وربط الله سبحانه وتعالى، في آيات من القرآن الكريم، التي نزلت في سورة الكوثر بين نهر الكوثر الذي أعطاه ومنحه للرسول صلى الله عليه وسلم وأركان الحج ومناسكه، من خلال عيد الأضحي وصلاته ونحر الأضحية.

وهذا الجمع بين نهر النيل ونهر زمزم في الدنيا ومعه كبش من الجنة، من أجل فداء إسماعيل عليه السلام ونهر الكوثر في الجنة، ومعه كبش من الدنيا، يؤكد أن الذبح عظيم، في كل من الحالتين الدنيا وكبش من الجنة والآخرة في الجنة وربطه بكبش من الدنيا.

وهذا الوصل له علاقة وطيدة بمصر في الحج بين الكبشين من الجنة ومن الدنيا، والوصال بين الأنهار الثلاثة، نهر النيل ونهر زمزم ونهر الكوثر، وكله يؤكد أن وحدة الخلق في الدنيا والآخرة من وحدانية الخالق سبحانه وتعالى.

ومصر في الحج، كان لها الدور الأساسي في هذا الربط، فلولا مصر ما كانت هاجر، ولولا هاجر ما كان إسماعيل، ولولا هاجر وإسماعيل ما كان الذبح العظيم، وما كان محمد صلى الله عليه وسلم.

من هنا كانت أهمية الربط بين الأنهار الثلاثة، نهر النيل ونهر زمزم ونهر الكوثر وأهمية الحج في الدنيا وامتداده إلى الآخرة، والذي كان على أثره الذبح العظيم، فكان الذبح عظيم لأن الكبش من الجنة وعلى صلة بالأنهار الثلاثة من الجنة النيل وزمزم والكوثر.

قال تعالى: “إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ (1) فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ” (الكوثر: 1- 2).

وهذا فيه إعجاز هائل وعظيم، لأن مصر في الحج جمعت بين إبراهيم وهاجر وإسماعيل عليهم السلام والذبح العظيم من الجنة فداءً لإسماعيل بواسطة إبراهيم عليهما السلام، ونحر الأضحية في عيد الأضحى للتذكير بالذبح العظيم، بواسطة محمد صلى الله عليه وسلم وربطت بين الأنهار الثلاثة، نهر النيل ونهر زمزم ونهر الكوثر، وهذا الجمع والربط يؤكد مكانة مصر في الحج.

الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر

الوسوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق