مقالات

(45) مصر… في الحج

في الحقيقة والواقع، لولا مصر ما كانت هاجر عليها السلام ولولا هاجر ما كان إسماعيل عليه السلام، ولولا إسماعيل ما كان إسحاق ويعقوب عليهما السلام، الذي منحهما الله لإبراهيم عليه السلام هبة منه، جزاء صبره على ذبح ابنه الوحيد إسماعيل، ولولا إسماعيل وإسحاق عليهما السلام، ما كان العرب ولا بني إسرائيل.

فلولا هاجر ما كان العرب ولا بني إسرائيل ولا بئر زمزم وما بنيت الكعبة ولا كان هناك مناسك، ولولاها ما وجد عرب، وما كان هناك دعوة للإسلام ولا وجود لقريش ولا وجود لمحمد عليه الصلاة والسلام، وبالتالي لا وجود للحج وشعائره والتي يقوم بها المسلمون إلى قيام الساعة.

الحقيقة في مكانة مصر

وإذا كان لهاجر عليها السلام كل هذا الفضل بعد زواجها من إبراهيم عليه السلام، فكله يعود إلى مكانة مصر عن الله، فلم تتركها الهجرة لحظة واحدة في حياتها، فكما كانت هجرتها مع زوجها إبراهيم عليهما السلام من مصر إلى فلسطين، ثم هجرتها من فلسطين إلى مكة المكرمة، مما يعني أن حياتها كلها كانت قائمة على الهجرة.

كما أن سعيها بين الصفا والمروة فيه معنى الهجرة، والذي على إثره كانت زمزم وفيها هجرة لمائها من الملأ الأعلى وهذه الهجرة مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بنهر النيل، فأصبح زمزم يتدفق مهاجرًا على مر السنين مانحًا الخير والبركة والرحمة والشفاء، لكل من يشرب منه إلى قيام الساعة كما أن نهر النيل كذلك.

وهذا فيه إعجاز هائل وعظيم، أن تكون هاجر عليها السلام وراء وجود كل من العرب واليهود وكل مناسك الحج.

الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر

الوسوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق