(17) أكواد البشرة… والرقم السري
هل سيخرج الإنسان من الدنيا بفلاشة صغيرة مثل التي نجمع عليها المعلومات بشكل مصغر فتجمع فيها كل حسناته وكل سيئاته وتسجل عليه كل أعماله، منذ أن أتى إلى الدنيا طفلًا رضيعًا وفيها كل محطات حياته إلى أن يتركها في مختلف الأعمار التي يعيشها دون حدود للزمان والمكان من طفل إلى فتى إلى صبي إلى مراهق إلى بالغ إلى شاب إلى رجل إلى كهل إلى شيخ إلى أرذل العمر.
الواضح من مسيرة الإنسان في الحياة، أنه مراقب في كل أحواله ومتابع بدقة متناهية في كل دقائق أسراره وكل دخائلها في داخله من خلاياه وأنسجته وأعضائه وأجهزته ومن داخل داخله على مستوى الذرات والجسيمات الأولية داخل الخلية الواحدة.
ومراقب من خارجه من قبل أجهزة الرقابة المعنية التي خلقها الله سبحانه وتعالى في الكون والتي يعتمد عليها في حياته في الشمس والقمر والنجوم والكواكب والمجرات والظلمات والنور والظل والحرور وفي كل شيء موجود على الأرض وفي السماء وبين الأرض والسماء.
وكل هذه المتابعة الدقيقة موجودة في صورة أكواد وأرقام سرية تجمع مع بعضها لتحديد هوية الشخص ومصيره وتكون أكواده الداخلية في جسده والخارجية من حوله مثل الشفرات الوراثية المنقوشة في داخل هذه الأكواد.
وكل هذه الأكواد وتلك الأرقام السرية لازمة لتحديد هوية الشخص وطبيعة عمله في الحياة التي عاشها حتى ولو أتى إليها وعاش فيها لحظة واحدة من الزمان أو عاش في الدنيا عمرًا مديدًا ولو تخطى فيها المائة عام.
الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر
تعليق واحد