ميلاد النبي والبدء من نقطة الصفر “1”
البداية كانت مع آدم عليه السلام في جنة التجربة في الدنيا والنهاية كانت بميلاد محمد صلى الله عليه وسلم، وما بين البداية والنهاية وقعت أحداث جسام من الإنسان المكرم.
كلما همَّ بالوقوف على قدميه من أجل التحرر من الدنيا وطمعها والشيطان وغوايته، وقع مرة أخرى حتى تحوَّل في نهاية المطاف من إخلاص العبادة لله سبحانه وتعالى وحده لا شريك له إلى عبادة الأوثان والجري وراء الآلهة المتعددة حتى كان ميلاده صلى الله عليه وسلم.
أرسل الله سبحانه وتعالى، موجات متتالية ومتتابعة من الأنبياء والمرسلين لهداية الناس إلى الإيمان بوحدانيته، وكلما انتهى عصر الرسول أو النبي، عاد الناس مرة أخرى إلى عبادة الأصنام والأوثان المصنوعة من الحجارة وكلاهما لا يضر ولا ينفع.
ميلاد النبي نهاية للشرك بالله
وكانت النهاية، بميلاد سيد البرية محمد صلى الله عليه وسلم، في سورة الفيل، والتي ربط الله سبحانه وتعالى، بين مولده والهجوم على الكعبة المشرفة بواسطة أصحاب الفيل، أبرهة الحبشي وجنوده.
حتى يؤكد الرباط الوثيق بين ميلاده وميلاد الكعبة المشرفة، حتى قبل هجوم أبرهة وجيشه.
وبالتالى، فلم يكن ميلاده، حدثًا طبيعيًّا بكل المقاييس الدنيوية، بل كان معجزة كبرى وهدية عظمى، أهداها رب البرية إلى البشرية، التي انحرفت عن ميراث آدم عليه السلام، في الإيمان بوحدانية الله، والابتعاد عن مسالك الشيطان، بعد عصيانه أوامره سبحانه وتعالى، بالسجود لآدم في أول لقاء بين آدم والملائكة القائمين على خدمته وكان الشيطان حاضر في هذا اللقاء.
بعدها اشتعلت العدواة بين آدم عليه السلام، والشيطان المتمرد على أمر ربه، فتمكن الشيطان، من غواية آدم فخرج مع زوجته حواء من جنة التجربة، التي دخلها بأمر ربه، حتى تؤهله للانتقال الآمن إلى الدنيا، فيتعلم من خلال التجربة التي عاشها في هذه الجنة، في إدارة أمور حياته في الدنيا، حتى يتمكن من العبور الآمن إلى الآخرة.
الشيطان يغوي الإنسان للوقوع في المعصية
ولكن لعب الشيطان بفكره اللعين، الدور البارز، في إيقاع آدم عليه السلام في المعصية، وعندما أدرك أن الشيطان كان السبب، تاب إلى الله فتاب عليه، ولكن الشيطان عصى ولم يتب، فطاله الغضب والطرد من رحمة الله.
كان هذا الموقف بداية العداوة بين آدم عليه السلام وأبنائه وأحفاده مع الشيطان، الذي لم ينسى هذا الموقف، والذي طُرِدَ فيه من رحمة الله إلى يوم القيامة بسبب آدم.
وفي اللقاء، الذي تم بين الله وجمع من الملائكة القائمين على خدمة الخليفة الجديد، من أجل إعلامهم بقرار خلق آدم عليه السلام، من تراب ثم سواه بيديه على هيئة صلصال كالفخار، ثم نفخ فيه من روحه، فكان آدم خليفة الله في أرضه وأبنائه وأحفاده، ثم كان محمد صلى الله عليه وسلم، آخر الأنبياء والمرسلين من أحفاد آدم والحلقة الأخيرة في لقاء السماء بالأرض، إلى قيام الساعة.
الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر
تعليق واحد