مقالات

(6) الإسلام… في ميلاد الرسول

توجَّه إبراهيم ومعه ابنه الأكبر إسماعيل عليهما السلام بالدعاء إلى الله، والإيمان بالإسلام الوصفي، بأن يجعلهما مسلمين له ومن ذريتهما أمة مسلمة له مخلصين له، ومستسلمين لإرادته ومنقادين لأمره، وخاضعين لطاعته، لا يشركان معه أحد.

قال تعالى: “رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ علىنَا  إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ” (البقرة: 128).

ثم كانت وصية إبراهيم عليه السلام الجامعة، لبنيه إسماعيل وإسحاق، وحفيده يعقوب عليهم السلام، إلى الإيمان بالإسلام الوصفي والموت عليه، ومن المعروف أن موسى وعيسى ومحمد عليهم السلام، هم أحفاد إبراهيم عليه السلام.

قال تعالى: “وَوَصَّىٰ بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَىٰ لَكُمُ الدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ” (البقرة: 132).

وفي ضوء هذه الوصية الجامعة لإبراهيم عليه السلام، إلى أبنائه وأحفاده، تحدَّث القرآن الكريم عن الحديث الذي دار بين يعقوب عليه السلام وأبنائه، عن الإسلام الوصفي.

قال تعالى: “أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِن بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَٰهَكَ وَإِلَٰهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَٰهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ” (البقرة:  133).

وفي دعاء يوسف عليه السلام ربه، ظهر جليًا دعوته إلى أن يموت على الإسلام الوصفي، مما يؤكد أن الإسلام هو طريق الصالحين، وإليه يذهب الصالحون من بني آدم.

قال تعالى: “رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِن تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ ۚ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۖ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ” (يوسف: 101).

دعوة سليمان عليه السلام للإسلام الوصفي

وتحدث القرآن الكريم، عن نبي الله سليمان حفيد يعقوب عليهما السلام، ودعوته ملكة سبأ بلقيس إلى الإسلام الوصفي.

قال تعالى: “إِنَّهُ مِن سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ (30) أَلَّا تَعْلُوا على وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ” (النمل: 30- 31).

فأوحى الله إلى سليمان عليه السلام، أن بلقيس ستأتي إليه، وقد أعلنت وقومها الإيمان بالإسلام الوصفي الذي دعا إليه سائر الأنبياء والمرسلين.

قال تعالى: “قَالَ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَن يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ” (النمل: 38).

وكانت فرق الجن العاملة مع نبي الله سليمان، والتي سخرها الله لخدمته والقيام معه بواجبات الرسالة، قد أعلنت الولاء لله والاستسلام لطاعته.

قال تعالى: “وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ ۖ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُولَٰئِكَ تَحَرَّوْا رَشَدًا” (الجن: 14).

وهذا فيه إعجاز هائل وعظيم، في أن تنتقل دعوة أبو الأنبياء والمرسلين، إبراهيم عليه السلام، إلى الإسلام الوصفي إلى أبنائه وأحفاده وأقوامهم، من بعده جيلًا بعد جيل، من إسماعيل وإسحاق ويعقوب ويوسف وسليمان عليهم السلام.

الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر

الوسوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق