مقالات

(2) يوميات… فيروس كورونا    

عطسة واحدة تُغلق العالم بالضبَّة والمفتاح لحين إشعار آخر ودول العالم تفرض الحجر الصحي على مواطنيها وترغمهم على البقاء في المنازل، وترفع شعار “الزموا بيوتكم خوفًا على حياتكم من فيروس كورونا المارد الجبار” والذي ليس له علاج ولا يتعدى حجمه نانوميتر.

عطسة تغلق العالم

 وتغلق دور التعليم

وتغلق دور الحضانة

وتغلق المدارس

وتغلق  الجامعات

وتوقف السياسة

وتوقف عجلة الاقتصاد

وتوقف الاجتماعات

وتوقف الرحلات

وتوقف الطيران

وتوقف السفر بين الدول والقارات

وتوقف حركة الانتقال داخل المدينة الواحدة

وتوقف زيارات الأسروالأهل

وتوقف زيارات الأصدقاء

وتوقف الخروج إلى الشوارع

وتوقف الخروج في الطرقات

وتغلق كل وساءل الترفية في الفن والكورة والسينما والبارات والخمرات

وتغلق كل أماكن اللهو واللعب والانحرافات  والزنا وسوء الأخلاق

وتظهر مساوئ الظلم والفساد والاستبداد

وتظهر حقيقة سرقة أموال الشعوب بلا ضمير ولا محاسبات

وتظهر حقيقة اللص الذي يعتدي على الحرمات

وتظهر حقيقته بعد أن كان  هو الشريف الذي يصون الحرمات

فيالها من مفارقات أظهرها فيروس كورونا بعد أن كانت في طي الكتمان

وتظهر الكذب والخداع  والاحتيال وسوء الحال

وتوقف زيارات الأسر

وتوقف زيارات الأصدقاء

وتفرض حجر صحي وعزل على كل المجتمعات في أنحاء العالم

وتغلق دور العبادة في كل المعتقدات

وتغلق المساجد أمام الصلاة إلىومية في كل القارات

وتغلق المساجد في يوم الجمعة في دول العالم قاطبة

وتغلق المسجد الأقصى في فلسطين ثالث الحرمين

وتغلق المسجد النبوي بالمدينة المنورة ثاني الحرمين

وتغلق المسجد الحرام في مكة المكرمة أول الحرمين

وكأن فيروس  كورونا جاء ليعلم البشر الأدب مع الله سبحانه وتعالى خالق الأرض والسموات

ويؤكد على أن الحياة في الدنيا نعيشها لحظات قد تقضي علىها كورونا في ثواني معدودات

ويفر ابن آدم من الموت الذي سوف يلاقيه في لحظات

ولكنه حب الدنيا والعيش في الإغراءات

فساوت كورونا بين البشر جميعا

الحاكم والمحكوم في لحظات

والغني الذي سرق الفقير بالتعدي على القوانين والإجراءات

والصحيح الذي يتعافى على المريض في غياب الصدقات

فيروس كورونا سبب فرض الحجر الصحي

فتعافت كورونا على الجميع وأجلستهم في بيوتهم لحين الانتهاء من هذه الآية التي جعلها الله سبحانه وتعالى في أضعف المخلوقات.

لعل البشر يعودون إلى رشدهم ويعرفون فضل ربهم خالقهم ورازقهم بعد الذي فات وإلا ستعود عليهم الدائرة من جديد في لحظات ويفقدون الدارين الدنيا والآخرة على ميعاد.

ولن يكون التخلص من هذا أو ذاك إلا بالعودة إلى الإسلام دين النظافة والطهارة والطاعات الذي يقضي على تريليونات من الميكروبات في لحظات بواسطة الجهاز المناعي القوي الجبار الذي خلقه الله سبحانه وتعالى في أجسادنا إلى أن نفارق الحياة على ميعاد.

الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر

الوسوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق