مقالات

(5) الإسلام… في ميلاد الرسول

بدأت دعوة آدم عليه السلام أبناءه، إلى عبادة الله الواحد، باعتباره خليفة الله في الأرض، وانتقلت هذه الدعوة من خلال الأنبياء والمرسلين عبر الأجيال، على مدار آلاف السنوات، حتى وصلنا إلى نهاية المطاف ببعثة محمد صلى الله عليه وسلم، باعتباره خاتم الأنبياء والمرسلين، ودعوته إلى الإسلام.

قال تعالى: “مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ الله وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ” (الأحزاب: 40).

ثم تأكدت هذه الدعوة إلى الإسلام الوصفي، على لسان نوح عليه السلام، بعد أن رفض قومه الاستماع إلى دعوته، بعد أن شخص حالة قومه وأعراضها ووصف لهم الداء وقدم لهم الدواء، في وصفة مكتوب عليها أنه مأمور من قبل الله، أن يكونوا من المسلمين.

قال تعالى: “فَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَمَا سَأَلْتُكُم مِّنْ أَجْرٍ ۖ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ  وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ” (يونس: 72).

دعوة نبي الله إبراهيم إلى الإسلام الوصفي

ثم كانت دعوة إبراهيم عليه السلام، حفيد نوح عليه السلام، إلى الإسلام الوصفي، فكان إبراهيم عليه السلام هو أول من أطلق صفة المسلمين على الذين آمنوا معه بالله واستسلموا لإرادته ومشيئته.

قال تعالى: “وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ ۚ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ علىكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ ۚ مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ ۚ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِن قَبْلُ وَفِي هَٰذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا علىكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ ۚ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ ۖ فَنِعْمَ الْمَوْلَىٰ وَنِعْمَ النَّصِيرُ” (الحج: 78).

ثم حدد القرآن الكريم معالم الهوية الإيمانية لإبراهيم عليه السلام، في الاستقامة على الإسلام الوصفي، ونفى عنه أن يكون يهوديًّا أو نصرانيًّا، لأنه بُعث قبل اليهودية وقبل النصرانية، وكلا من موسى وعيسى عليهما السلام من أحفاده لإسحاق ويعقوب عليهما السلام، قال تعالى: “مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَٰكِن كَانَ حَنِيفًا مُّسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ” (آل عمران: 67).

وهذا فيه إعجاز هائل وعظيم، في أن يدعو كل من نوح وأبو الأنبياء والمرسلين، عليهما السلام إلى الإسلام الوصفي، باعتباره تمهيدًا للإسلام العلم، الذي دعا إليه محمد صلى الله عليه وسلم.

الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر

الوسوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق