مقالات

(20) الإسلام… في ميلاد الرسول

فَهِمَ الغرب على غير الحقيقة والواقع أن الشرق الإسلامي ضعيف ومتهالك ويُمكن سب نبيه والاعتداء على مقدساته دون مقاومة تذكر من أتباعه، الذين يربو عددهم على ملياري نسمة.

وهذا في الحقيقة، فهم قاصر لمقتضيات الأمور ومسار الأحداث، عند صانعي القرار في الغرب ويجافي الواقع الذي يشهد بعكس ذلك، ونسي الغرب وأتباعه أو تناسوا، أننا نمتلك قوة خارقة تسمها الإسلام، الذي لو طبقناه في حياتنا، لحولها إلى جنة وارفة الظلال، كما أنه يضمن لنا العبور الآمن إلى الآخرة.

نفهم أن الغرب تآمر على الشرق الإسلامي وما زال، على مدار أكثر من ألف سنة، ليس من أجل نشر الفوضى الخلاقة في ربوعه وحسب، أو نهب ثرواته ومنعه من استغلال خيراته التي تملأ أراضيه عن آخرها، وتحل كل مشاكله في لحظة واحدة من الزمن، لتعود بالنفع والرخاء على شعوبه.

أطماع الغرب تجاه المسلمين

ولكن كل محاولات الغرب الشريرة، الهدف منها تحويل الشرق الإسلامي إلى سوق استهلاكي كبير لترويج بضائعه ومنتجاته، بعد أن وضع المنافستو ودق الفرمان، في منع الشرق الإسلامي من الاعتماد على ذاته في طعامه وشرابه وكل احتياجاته، فتم تحييد الصناعة في أرضه بواسطة عملائه مقابل السلطة والمال والجنس.

وفي نفس الوقت نفهم، أن الهدف من هذه الحرب الشعواء، التي يقودها الغرب وعملائه في الشرق على العالم الإسلامي، تتمحور حول منعه من التقدم والازدهار بعد أن نجح الغرب، في توزيع ثروات الشرق ومقدراته وخيراته على بضعة أشخاص وقلة قليلة يملكون السلطة والمال، ويديرون البلاد لحساب أهواء الغرب الاستعماري.

حروب بين الدول العربية

وكل هذا مكنهم من إدخال العالم الإسلامي، في أتون حروب شاملة بالوكالة محلية وإقليمية ودولية، وسعى الغرب وما زال إلى إشعال الحروب الأهلية داخل الدولة الواحدة بعد تقسيم المجتمعات إلى طوائف وإثارة النزعات العرقية بالرغم من أن جميعها تنصهر في بوتقة الإسلام من أجل إضعافها، ولم يكتفِ بذلك بل خلق معارك حدودية وهمية بين دوله من أجل السيطرة عليها، وتمكن من إدخالها في نزاعات وصراعات وحروب عالمية على مستوى القارات.

وكل هذا ليس نابعًا من لؤم الغرب وخداعه للشرق، من أجل السيطرة عليه والهيمنة على مقدراته، وسرقة أمواله التي تحول أبناء الغرب، بالرغم من ضعف إمكانياتهم العقلية وقدراتهم العلمية إلى علماء وخبراء، وفي نفس الوقت تحول أبناء الشرق، الذين يستحقون أن يكونوا هم العلماء والخبراء، إلى فقراء لا يملكون رغيف الخبز الحاف.

إنما كان الهدف وما زال وسيظل هو الإسلام، الذي يمثل العائق الأول والأخير أمام الغرب، في فرض هيمنته الكاملة على الشرق، وسطوته على ثرواته وسيطرته على مراكز النفوذ وموقعه المتميز بين قارات العالم، في بحاره ومحيطاته وأنهاره وفي أبعاده الخمسة المنطلقة من أبعاده في الجغرافيا والتاريخ والدين والحضارة والبعد البشري، وسيطرته على مصادر الطاقة والغاز والمعادن الثمينة وغيرها من الخيرات.

وهذا فيه إعجاز هائل وعظيم، في أن يظل الإسلام هو حائط الصد الأول والأخير، ضد أطماع الغرب في الشرق، فهو بمثابة التطعيم والفاكسين، ضد كل أمراض الحقد والكراهية التي يكنها الغرب وكل أدواته في الشرق ضد الإسلام وأهله.

الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر

الوسوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق