البوزونات وخلق الكون وإعجاز برنامج البعث والفناء “1”
يلعب برنامج البعث والفناء فائق القوة والقدرة، دورًا بارزًا في التحكم في كل مظاهر الحياة والفناء من خلال الحفاظ على وجود الكون متماسكًا، ومعه سائر الكائنات الأخرى، التي تدخل بفعل فاعل في دورة الحياة والموت، بشكل قاعدي مرتب وبشكل هندسي منظم، فكل شيء في مكانه وموضعه، وكل مخلوق له وظيفته القائم عليها ما دام فيه حياة، بل أنه يلعب دورًا مركزيًّا في الحفاظ على حياة الكون وبقائه حتى بعد وفاته.
وأشار الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر، إلى قول الله تعالى: “أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ” (الملك/ 14).
وانطلاق برنامج البعث والفناء المسئول عن خلق الكون وإيجاده من عدم، مع خلق ذرة الهيدروجين، هو محور النقاش الدائر الأن على أشده بين علماء الفيزياء، بعد الحديث عن وجود جسيمات ومواد أولية متناهية في الصغر، هي التي أوجدت المادة المتماسكة من العدم والتي نسبت إلى صاحبها العالم الإنجليزي بوزن هيجز، وسميت بالبوزونات، والتي تتحدث عن أن أصل الكون الناتج من وجود جسيمات بوزن الأولية من العدم، والتي تكون جسيمات يصعب رصدها لسرعة تكوينها من العدم، وسرعة اضمحلالها إلى العدم.
البعث والفناء وخلق الكون
وهذا معناه أن خلق الكون كان من العدم وليس المشاهدة، كما قال الله سبحانه وتعالى: “مَّا أَشْهَدتُّهُمْ خَلْقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَا خَلْقَ أَنفُسِهِمْ وَمَا كُنتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُدًا” (الكهف/ 51).
وبعد الوصول بشكل نظري، إلى حقيقة الجسيم الأولي، الذي يُمثل الحلقة المفقودة في بناء الكون وتماسكه والتي سميت ببوزون نسبة إلى العالم الأسكتلندي بوزن هيجز والتي أخرجت الكون من العدم وذهبت به إلى العدم وكأنَّ العدم هو الأصل والمشاهدة هي الاستثناء مثل الفناء والبعث.
ومن اللافت للانتباه في وجود برنامج البعث والفناء في الكون هو في قدرته العجيبة، في السيطرة والتحكم والهيمنة على تكوين الجسيم الأولي، الذي يدعي أنه يمثل المادة الأولية في تكوين الكون، والذي يؤدي إلى تماسك الكون، ويحفظه من التشتت والاضمحلال، القائم على مدار اللحظة في مكونات الكون الأولية وجزيئاته، دون أن يؤثر على بناء الكون وتماسكه شاهدًا على حيوية هذا البرنامج وقدرته الفذة على التحكم في مقدرات بنائه والفائقة في استمراره.
وما ينطبق على الكون، في النشأة والتكوين والوجود والاستمرار، كوحدة واحدة ومستقرة، لها عمر ولها حيز وكيان ينطبق على كل مكوناته من النجوم والكواكب والمجرات بالرغم من دخول كل منها في دائرة البعث والفناء بشكل منظم ومرتب بحيث لا يخل في بنيان الكون ولا مكوناته.
ما يعني أن هناك برنامج أقوى خلف برنامج البعث والفناء، يضبط ميزان الكون بميزان الرحمن.
تعليق واحد