مقالات

فلسفة الإحساس في الجلد بين الصحة والمرض “8”

كما تلعب المستقبِلات المسئولة عن حرارة الجلد دورًا محوريًّا في ضبط حرارة الجسم عند 37 درجة مئوية، وهي الدرجة المناسبة لقيام كل خلايا الجسم بعملياتها الحيوية اللازمة للحفاظ على توازان الجسم بين العوامل الداخلية للجسد والعوامل الخارجية المحيطة به، وتساهم الغدد العرقية بشكل فعال في الحفاظ على درجة حرارة الجسم ثابتة لا تتغيير.

وتتوزع المستقبلات الحرارية في الجلد والمسئولة عن الإحساس بالحرارة والبرودة والحفاظ على درجة حرارة الجسم في طبقة الأدمة.

ويوجد نوعين من المستقبلات الحرارية وهي المستقبلات الخاصة بالحرارة وتسمى جسيمات روفيني،  والمستقبلات الخاصة بالبرودة وتسمى بصيلة كراوس.

تبدأ المستقبلات الخاصة بالإحساس بالبرودة وهي موجودة في صورة مجموعات من الأنسجة الضامة، تسمى ببصيلة كرواس في إدراك الإحساس بالبرودة، عندما تنخفض ​​درجة الحراراة على سطح الجلد عند 35 درجة مئوية.

ويتم تحفيزها وإثارتها بشكل كبير عندما تصل حساسية المستقبلات الباردة على سطح الجلد، عند 25– 27 درجة مئوية ودرجة حرارة الإشارة ببداية الشعور بالبرودة أعلى من 17 درجة مئوية.

خلايا الجسم ودرجات الحرارة

وتختفي الإثارة وتغيب المحفزات ولم يعد هناك تحفيز، عندما تنخفض درجة الحرارة على ​​سطح الجلد عند 5 درجة مئوية ولهذا السبب يبدأ الشخص في الشعور بالتخدير في كل من اليد والقدم، عندما تغمرهما المياه الجليدية لفترة طويلة من الزمن.

كما يتوزع شعور بالإحساس بالبرودة في أماكن مختلفة من الجلد مثل ملتحمة العين وفي الغشاء المخاطي المبطن للشفاه وفي اللسان وفي جذوع الأعصاب وفي كل من القضيب والبظر.

أمَّا المستقبلات الخاصة بالحرارة في الجلد وهي موجودة أيضًا في صورة، مجموعة من الأنسجة الضامة وتسمى بجسيمات رافيني، تبدأ في إدراك الإحساس بالسخونة، عندما ترتفع الحرارة على سطح الجلد عند 30 درجة مئوية، بينما الإحساس بدرجة حرارة الإشارة بين 30 و45 درجة مئوية ولا يمكن أن تستجيب إلى درجات حرارة أعلى من 45 درجة مئوية.

بعدها تتحكم مستقبلات الألم في الحراراة عند هذه الدرجة، كي تتجنب التلف الذي يحدث على الجلد والأنسجة الضامة، المكونة للمستقبلات الحراراية.

وتنتشر المستقبِلات الحرارية في جميع أنحاء الجسم ولكن مستقبلات البرودة موجودة بكثافة أكبر بثلاثة أضعاف عن المستقبلات الحرارية وأعلى تركيز لمستقبلات الحرارة موجودة الأطراف، خاصة في الوجه والأذنين ولهذا السبب دائمًا ما يصبح أنفك وأذنك أكثر برودة من بقية الجسم في يوم شتاء بارد.

كما توجد أيضًا أنواع خاصة من مستقبلات الحرارة، تعرف بنهاية المستقبِلات الحرارية الحرة في الأدمة والعضلات الإرادية والكبد وما تحت المهاد أو الهيبوسلمس، والتي يتم تفعيلها من قبل درجات حرارة مختلفة.

المستقبلات الحرارية لها نهايات أعصاب حرة

وتشتمل هذه المستقبلات الحرارية، التي لها نهايات أعصاب حرة على نوعين فقط من المستقبلات الحرارية التي تشير إلى الدفء والتبريد غير الضار في جلدنا على التوالي.

أمَّا المسار الحراري، الخاص بالإحساس بالبرودة والسخونة، فإنه يمتد من مسار المستقبِل الحراري، الموجود في الجلد إلى أعصاب الدماغ عبر الحبل الشوكي ثم المهاد ثم إلى القشرة الحسية الجسدية الأولية بالمخ، حيث تنتقل معلومات الدفء والبرودة من الوجه عبر أحد الأعصاب الدماغية إلى المخ، ومنها مرة أخرى إلى الجلد، فيشعر الإنسان بالبرودة أو الحرارة.

فمن الذي علم الجلد هذا العلم الذي يحافظ على حرارته ثابتة لا تتغير عند 37 درجة مئوية، وفي نفس الوقت يحميه من البرودة الزائدة في الشتاء، ومن الحرارة الزائدة في الصيف، إنه العلم الذي علمه المعلم الأول للعلم الله سبحانه وتعالى لآدم عليه السلام ومنه انتقل إلى أبنائه وأحفاده من بعده في الخلافة والأسماء والكلمات والبعث والفناء، وهي الأعمدة الخمسة التي تدير الكون وتدير الإنسان والجلد، وسائر المخلوقات.

الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر

الوسوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق