مقالات

(7) التعليم كنز.. صناعة العلماء

ومن هنا كان لِزامًا عليَّ طرح بعض هذه الأفكار التي تساعد في تحقيق هذه الأمنية، التي أتمني أن تكون قريبة المنال في متناول أيدينا جميعًا لأننا نستحقها.

وبلدنا مصر الحبيبة في أشد الحاجة إليها كي نؤكد لها حبنا وهي ليست بعيدة المنال عن عقولنا وحتى عواطفنا إذا استخدمناهما في تحقيق هذه الأماني وتلك الأمال.

فأهمية البؤر العلمية في تطوير الاقتصاد تكمن في عرض كل هذه الأفكار المعروضة على ساحة البحث والنقاش، وما هي إلا خطوط عريضة، يتلقفها المهتمين بتطوير بلادهم بحب وإخلاص ويحولوها إلى واقع في حياة الناس من أجل حل مشاكلهم في هدوء وروية وأمان واطمئنان.

إعمال العقول وطرح الأفكار يحل المشكلات

من خلال إعمال العقول واستخدامها في تبسيط الأمور ومعرفة أسباب المشاكل وتقديم لها الحلول من جذورها بعد البحث الدقيق والمستفيض عن أسبابها وليس أعراضها في وجود انسجام تام بين العقل والعاطفة.

فالبحث عن السبب هو طريق الخلاص وهو أسلوب المتخصصين، الذين يتمكنوا من خلاله دراسة واعية للمشكلة بكل أبعادها بكل تجرد وصدق وإخلاص وحب وشفافية، آخذين في عين الاعتبار حماية مصالح شعوبهم بالدرجة الأولى وناظرين باحترام وتقدير إلى الحفاظ على مصالح الآخرين، بما يحمي ويحافظ على مصالح شعوبهم، دون هدر أو تضييع لمصالح أحد على حساب أحد.

بعدهما يتم تحليل كل هذه الأبعاد، بعد معرفة كل المعلومات المتعلقة بالمشكلة وأسبابها من خلال دراسة وافية، تغطي كل جوانب القضية الإيجابية منها والسلبية، ثم بعدها يتمكنوا من وضع حلول جذرية للمشكلة المعنية.

وبعد تطبيق الحل الواقع على أرض الواقع يتم المتابعة الجوهرية لكل أجزاء المشكلة بعد حلها من أجل علاج العوارض التي قد تظهر فجأة وفي ظروف معينة فتنتهي في وقتها دون أن تتمدد وتعود مرة أخرى للظهور وتصبح مشكلة كما كانت من قبل فندخل في دوامة الفشل في حل كل مشكلة وقضية.

ويستلزم ذلك البحث بجدية وشفافية في الأسباب وعدم الجري وراء العوارض واعتبارها هي أسهل الطرق لعلاج المشكلة حتى ولو بشكل جزئي أو مؤقت.

لأن ذلك سيمثل حجر الزوايا والسبب الأساسي في الفشل في حل أي مشكلة صغيرة، حتى ولو كانت على مستوى جمع القمامة، لأنَّ الذي يفشل في حل المشكلة الصغيرة، سيفشل حتمًا في حل المشكلة الكبيرة، والعكس صحيح.

الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر

الوسوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق