مقالات

(10) الكتاتيب بذرة التعليم في الإسلام

كان للكتاتيب وما زال الدور المحوري في نهضة الأمة الإسلامية، وفي مركزها اللغة العربية، ما أرعب أعداء الأمة فوقفوا لها بالمرصاد من أجل مصادرتها والقضاء عليها باستخدم كل الحيل الأخلاقية واللاخلاقية حتى لا تتمكن الأمة الإسلامية من النهوض من كبوتها في إطار من البحث العلمي الجاد الذين وضعوا عليه خطوط حمراء لا يمكن تجازها بأي حال من الأحوال.

وعندما تمكَّن الغرب من العالم الإسلامي وتم توثيقه وربطه باتفاقية سايكس بيكوا الإنجليزي الفرنسي في عام 1916 تم تقسيم العالم الإسلامي بين انجلترا وفرنسا وكانت أعينهم مفتوحة على سبب النهضة العلمية في العالم الإسلامي.

فتوصلوا بعد الدراسات المستفيضة والتحليل العميق لأحوال العالم الإسلامي أن الكتاتيب هي سبب وجود هذه النهضة وسنده العلمي في التقدم والازدهار وأن خلع الكتاتيب من مكانها ومكينها في العالم الإسلامي سيكون بداية الخيط الذي يهدم التعليم في العالم الإسلامي.

ولكن هل فعلًا كان للكتاتيب هذا الحضور في نهضة التعليم وذلك الدور الفعال في تقدم الأمة الإسلامية ونهضتها في مجال التعليم التي أثارت حفيظة الغرب ووكلائه في الشرق على الرغم من الإساءة البالغة التي تعرضت لها الكتاتيب؟

فتم التآمر عليها من قبل الغرب وأعوانه في الشرق والمنتشرين على امتداد العالم الإسلامي تحت أسماء ومسميات لا عدَّ لها ولا حصر في الشكل ولكنهم معروفون في المضمون  ويظهرون في لمح البصر ثم يختفون خلف أقنعة كثيرة.

وهم المناهضون لتقدمها على الرغم من الادعاء بأن العلمانية هي الطريق الوحيد للتقدم والازدهار والتي لم نحصل منها على شيء سوى الفتات ومعه التخلف والفقر والجوع والحرمان، بعد أن أصبح التعليم عبئًا على كاهل الأسرة وعلى ميزانية الدولة.

الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر

الوسوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق