(13) ميلاد عيسى.. الحقيقة والواقع
القرآن الكريم هو الذي أنصف عيسى عليه السلام وأمه وآل عمران وجعل لهم مكانة عالية ومنزلة مرموقة في الإسلام لا يدانيها أحد ولو قرأ النصارى القرآن الكريم بعقولهم وقلوبهم لأدركوا أنه الكتاب الوحيد الذي أنصف عيسى عليه السلام ودافع عن أمه مريم عليها السلام ورفع من مكانة التوراة والإنجيل وحماهما من التحريف والتبديل.
وفي بداية سورة آل عمران أثنى الله سبحانه وتعالى على نفسه وعلى أنه أنزل القرآن الكريم على محمد صلى الله عليه وسلم وأنزل التوراة والإنجيل ونسب الله سبحانه وتعالى السورة إلى آل عمران وهم سبعة عمران وزوجته ومريم وابنها عيسى عليها السلام وزكريا وزوجته ويحيى عليهما السلام و كان لكل واحد منهم معجزة خاصة به.
وهذا ما أكدته الآيات القرآنية، قال تعالى: “الم ■ اللَّهُ لا إله إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ■ نَزَّلَ علىكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنزَلَ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ ■ مِن قَبْلُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَأَنزَلَ الْفُرْقَانَ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِآيَاتِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَاللَّهُ عَزِيزٌ ذُو انتِقَامٍ” (آل عمران/ 1-4).
ميلاد عيسى علبه السلام
كما كانت الإشادة بعيسى عليه السلام وكتابه الإنجيل الذي فيه هدي ونور، قال تعالى: (وقفينا على آثارهم بعيسى ابن مريم مصدقا لما بين يديه من التوراة وآتيناه الإنجيل فيه هدى ونور ومصدقا لما بين يديه من التوراة وهدى وموعظة للمتقين) (المائدة/ 46).
فكيف يشيد القرآن الكريم بعيسى عليه السلام ويشيد بالإنجيل الذي نزل به وفيه هدى ونور وموعظة للمتقين إلَّا إذا كان المصدر واحد من عند الله سبحانه وتعالى وأن الرسالة التي بعث بها الأنبياء واحدة من آدم عليه السلام إلى محمد صلى الله عليه وسلم مرورًا بموسى وعيسى عليهما السلام.
ولم يكتفِ القرآن الكريم بالإشادة بآل عمران ولا بمريم وعيسى عليهما السلام ولا بالإنجيل بل كانت الإشادة واجبة بحواريي عيسى عليه السلام المقربين فسميت سورة باسهم وهي سورة المائدة إشارة إلى المائدة التي أنزلها الله سبحانه وتعالى لإطعام عيسى ابن مريم عليهما السلام وحوارييه كما نادوه بأمه.
ما يؤكد بشرية عيسى عليه السلام، قال تعالى: (إِذْ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ يَا عِيسَى ابن مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَنْ يُنَزِّلَ علىنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ قَالَ اتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ■ قَالُوا نُرِيدُ أَنْ نَأْكُلَ مِنْهَا وَتَطْمَئِنَّ قُلُوبُنَا وَنَعْلَمَ أَنْ قَدْ صَدَقْتَنَا وَنَكُونَ عليها مِنَ الشَّاهِدِينَ ■ قَالَ عِيسَى ابن مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنْزِلْ علىنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ تَكُونُ لَنَا عِيدًا لِأَوَّلِنَا وَآَخِرِنَا وَآَيَةً مِنْكَ وَارْزُقْنَا وَأَنْتَ خَيرُ الرَّازِقِينَ ■ قَالَ اللَّهُ إِنِّي مُنَزِّلُهَا علىكُمْ فَمَنْ يَكْفُرْ بَعْدُ مِنْكُمْ فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ عَذَابًا لَا أُعَذِّبُهُ أَحَدًا مِنَ الْعَالَمِينَ ((المائدة/ 112-115).
الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر
تعليق واحد