مقالات

(10) الأعمدة السبعة لبناء الأمة… الفرد المؤهل ماديًّا ومعنويًّا

بداية علاج المريض وأوَّل خطوات الشفاء أن يُدرك المريض أنَّه مريض حتى يذهب إلى الطبيب المتخصص في مرضه فيصب له الدواء، أمَّا المريض الذي يدَّعي أنه سليم ولا يعني من أي مرض بالرغم من أنه معرض للهلاك فلا أمل في شفائه، حتى ولو دار ولف سبع دورات وهذا هو الفرق بين التقدم والتخلف في كل مجال.

فالذي يُريد أن يتقدم في حياته يبحث عن مواطن الخلل ثم يقدم الأفكار اللازمة لإصلاح هذا الخلل ولا عيب في أن تدرك الدولة الفاشلة أنها فاشلة ولكن العيب أن تظل فاشلة ولا تحاول أن تصبح في عداد الدول المتطورة والدول المتقدمة ثم الدول الأكثر تقدمًا.

ومن هذا المنطلق تعتمد الدول المتقدمة على الفرد الذي يجب أن يؤهل ماديًّا حتى يكون قادرًا على العمل والعطاء من خلال توفير أدنى متطلبات الحياة في المأكل والمشرب والملبس والمسكن والرعاية الصحية والخدمات الاجتماعية ودفعه إلى الكفاية الإنتاجية والتي تنتهي به في نهاية المطاف إلى قدر كبير من الرفاهية.

كما أنَّه يجب أن يؤهل معنويًّا من خلال توفير قدر كبير من الحرية والعدالة والصدق والأمانة والشفافية والمساواة والرقابة، وهذا يؤدي بهذا الفرد إلى إتقان العمل والدفع به قدمًا إلى التقدم والتقنية.

ومن هنا نجد أنَّه من الأهمية بمكان تأهيل الفرد ماديًّا ومعنويًّا حتى يكون قادرًا على العطاء ومستعد للتضحية بوقته وماله من أجل تقدم بلده في كل مجال، لأن هذا التقدم والرخاء سيعود عليه بمزيد من الهدوء والاطمئنان ماديًّا ومعنويًّا أم غير ذلك فلا تقدم ولا رخاء بل فشل منقطع النظير في كل مجال.

الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر

الوسوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق