البشرة هي الطبقة الخارجية الرقيقة التي تغطي جلد الإنسان وهي مفتاح شخصيته وتعبر عن نفسه وطبيعته البشرية وانتماؤه للبشر وينسب الجنس البشري إليها، فهي تعبير صادق وأمين عن الشكل الخارجي لخلايا الجلد وأنسجته الضامية والشكل الداخلي لأعضاء جسمه المختلفة وبها يعرف الإنسان نفسه ويعبر عن خلاياه المادية وروحه النورانية.
والبشرة نراها بالعين المجردة ولكننا لا نرى خلاياه ولا ألوانها مع أنها موجودة، ما يؤكد وجود الله سبحانه وتعالى حتى ولو لم نراه وتمر البشرة بمراحل البعث والفناء والتي على إثرها تتغير مرة كل شهر، فتقضي على فكر الكافر الذي ينكر البعث في الآخرة.
فالبشرة كنز سمين وهبه من الله سبحانه وتعالى وهبها للإنسان وسائر خلقه، للحفاظ على وجود هذا الخلق في الحياة وحمايته من كل عوامل التعرية والعوامل البيئية المحيطة به من كل مكان حتى يتمكن من عمارة الكون والاستمرار في الحياة إلى حين.
الطبقة الخارجية الرقيقة التي تغطي جلد الإنسان
فالبشرة تحمل في طيتها معاني عظيمة وحكم قيمة وفؤاد عظيمة جمة دفينة في طياتها وفي مكوناتها وفي مكنونها وحكم عميقة لا يستطيع الفكر البشري أن يدركها أو يستوعبها ولا أن يصل إلى جزء ضئيل عن سبب وجودها ولا يفهم شيء ولو صغير عن فوائدها الكثيرة في حياة الإنسان والتي لا غنى للإنسان عن التدبر في أمر وجودها ولا في فهم مقاصدها سواء كان في مكوناتها أو في مكنونها.
فلولا البشرة ما عرف الإنسان نفسه ولولا البشرة ما عاش الإنسان لنفسه وبنفسه ولولا البشرة ما تعرف الآخرين على أنفسهم ببشراتهم ولولا البشرة ما نسبنا إلى أبو البشر آدم عليه السلام ولو البشرة ما عرفنا الله سبحانه وتعالى ولولا البشرة ما تدبرنا في سائر مخلوقاته التي خلقها من أجل الإنسان ووجوده في هذه الحياة.
الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر
