كما أن البروتينات والسكريات لها سلاسل كيميائية تُحدِّد شخصيتها، فإنَّ الدهون لها نفس المواصفات وتتنوع بين الدهون الثلاثية والكوليسترول ومشتقاتهم المكون الرئيسي للأحماض الدهنية وهرمونات الجسم المختلفة مثل البروجسترون والتستوستيرون.
توجد الدهون في غشاء الخلية والغشاء الخلوي للنسيج العصبي والمخ وتوجد في أجزاء كثيرة من الجسم وتسهل من التعرف على الخلايا والتحكم في سيولة غشاء الخلية ولها دور في جزيئات الإشارة الخلوية وإنتاج الطاقة خلال فترات الجوع أو انخفاض تناول الطعام.
تتنوع الأحماض الدهنية حسب ذرات الكربون مثل قصيرة السلسلة والتي تحتوي على 4-6 ذرات من الكربون من الدهون مشبعة وتوجد في الزبدة ولبن الماعز ولها تأثير مضاد للميكروبات والفيروسات والخمائر ويتم امتصاصها مباشرة في الأمعاء الدقيقة وتستخدم في إنتاج الطاقة.
والأحماض الدهنية متوسطة السلسلة تحتوي على 8 – 12 ذرة من الكربون وتوجد في زيت جوز الهند كمصدر سريع للطاقة والأحماض الدهنية طويلة السلسلة تحتوي على 14 – 24 ذرة من الكربون وهي مشبعة أو أحادية اللاتشبع أو متعددة اللاتشبع في دهون الضأن والعجول، والأسماك، وزيت النخيل وغيرها.
وهذا معناه أن الدهون تكون سلسلة أخرى من الأكواد والأرقام السرية الخاصة ببصمة صاحبها التي تتكون داخل خلايا الجسم للكائنات الحية وتلعب دورًا محوريًّا في الحفاظ على حياته، من خلال إمداده بالطاقة اللازمة لبقائه على قيد الحياة وفي نفس الوقت تمد الكون بالطاقة اللازمة لوجوده وتتحكَّم في قوي الكون الأربعة والأعمدة الخمسة التي تتحكم في وجود الكون والإنسان.
وكل هذه العمليات الحيوية تقضي على فكر الملحد وتؤكد بما لا يدع مجالًا للشك على وجود الله وتعالى سبحانه، كما أنها تقضي على فكر الكافر الذي ينكر البعث في الآخرة ووجود الدهون شاهد على ذلك والتي تتغيَّر بانقسام الخلايا وموت بعضها لتحل محلها خلايا جديدة بنفس المواصفات القديمة في سلسلة متصلة الحلقات متعلقة بحياة الإنسان.
الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر
تعليق واحد