مقالات

(2) وسائل التواصل الاجتماعي… والأعمدة الخمسة المتحكمة في الكون والإنسان

يُخطيء من يعتقد أن الخلافة أمر يخص الإسلام ويهتم بشؤون المسلمين ولكن في الحقيقة والواقع يؤكد أن الخِلافة أمر كوني خلق الله سبحانه وتعالى بها الكون والإنسان والمخلوقات وبها حياة الكون والمخلوقات ومن غير وجود الخِلافة لا كون ولا مخلوقات، فالجميع ينقبض ويختفي في لحظات.

ولكن أمر الخلافة في الأرض عهد به الله سبحانه وتعالى إلى آدم عليه السلام، قبل أن يخلقه فليس لآدم ولا أبنائه ولا أحفاده شيء في أمر الخلافة سوى تنفيذ أمر الله سبحانه وتعالى، ولذلك كان النداء الموجه إلى الملائكة في بداية الأمر، لإعلامها بأمر الخِلافة التي منحها الله لآدم وأبنائه إلى قيام الساعة لا علاقة له بآدم عليه السلام وهذا يعود بالدرجة الأولى إلى أهمية خلق آدم وسريان خلافته في الأرض، مصداقًا لقوله تعالى: “وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً” (البقرة: 30).

ومن هنا كان الإبهام عين البيان، في عدم حديث الله سبحانه وتعالى في أمر الخلافة اللازمة لبقاء الكون واستمراره والتي تسير كل شيء قبل خلق الإنسان وقبل ظهوره على مسرح الأحداث أو حتى وجوده في الزمان والمكان وهي واحدة من الأعمدة الخمسة التي بني عليها الكون في الخلافة والأسماء والكلمات والبعث والفناء والمستنبطة من القرآن الكريم.

وهذا معناه أن مبدأ الخِلافة وجد في الأشياء قبل خلقها وقبل تسميتها وهذا يؤكد بما لا يدع مجالًا للشك، أن الذي أعطى الأمر بوجود الخلافة في كل شيء قبل أن يخلق هذه الأشياء وقبل أن يوجد هذه المخلوقات هو الله سبحانه وتعالى وليس أحد سواه، وهذا دليل على أن الخلافة أمر كوني يتحكم في خلق وإيجاد كل شيء في الكون قبل وجود الإنسان.

الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر

الوسوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق