مقالات

(6) يوميات… فيروس كورونا 

كما علَّمنا فيروس كورونا أن المنظومة العالمية هشَّة وضعيفة لا تستطيع أن تقف صلبة أمام عطسة واحدة تحمل رذاذ فيروس الكورونا، فإذا به يُصيب نصف مليون إنسان ويقضي على حياة عشرين ألف في سويعات حتى لو كانت بضع أشهر، طبقًا لآخر إحصائيات منظمة الصحة العالمية والوضع يزداد خطر وسوء في كل أنحاء العالم.

فبعد أن كانت البؤرة في الصين زعيمة الإلحاد في العالم الذين يأكلون ويشربون كل المحرمات في عرف الإنسان، انتقلت إلى إيطاليا زعيمة الشرك في العالم ثم إلى إيران زعيمة الوثنية الفارسية في العالم ومنها إلى أمريكا زعيمة الكفر في العالم والتي أعلن مفكروها موت الإله.

 فأربكت حسابات الجميع من شياطين البشر الذين ينكرون على الله سبحانه وتعالى وجوده ووحدانيته واهب الحياة للجميع والذين يجرون خلف تصنيع القنابل الذرية، كي يحمي كل واحد منهم نفسه من غدر الآخر، فإذ بجندي ضئيل مثل فيروس كورونا بحجمه النانوميتر يعلم الجميع الأدب مع الله سبحانه وتعالى ويقضي على الإلحاد والكفر والشرك في العالم ويؤدب الجميع وينتقل حول العالم دون عائق أو مانع لتحركاته وكأنَّه لعنة على الملحدين والكافرين والمشركين والمنافقين.

فمنهم من أنكر وجود الله سبحانه وتعالى فكان من الملحدين ومنهم من حمل راية الكفر وستر وجوده فكان من الكافرين، ومنهم من أشرك معه غيره فكان من المشركين ومنهم من فعل كل ذلك فكان من المنافقين ومنهم من أنكر كل ذلك فكان جندي مخلص من أتباع إبليس اللعين مع أنه بشر ينتمي إلى البشرية في ظاهره بشر وفي باطنه شيطان رجيم.

فيروس كورونا أثبت أن المنظومة العالمية هشَّة وضعيفة

فأوقع السياسيون في شر أعمالهم وكشف سوءاتهم وجعلهم نمور من ورق لا تساوي أدنى استخداماته مع أنهم منتفخون في تصرفاتهم وأفعالهم على شعوبهم وعلى العالمين ولم يفهموا أنهم شهيق وزفير إذا دخل لا يخرج وإذا خرج لا يدخل ففضح أكاذيبهم وقتلهم لملايين البشر على امتداد الكرة الأضية بشكل عام وقتلهم للمسلمين بشكل خاص مع سبق الإصرار والترصد دون أن يحاكمهم أحد فإذا بفيروس كورونا يتقدم الصفوف ويعلمهم الأدب وكيفية الحفاظ على الأرواح التي حرَّم الله سبحانه وتعالى إزهاقها.

ومع انهيار الساسة انهار الاقتصاد وفقد العالم في بضع أسابيع عشرة تريليون دولار ولو أنفقوا على الفقراء والمحتاجين حول الكرة الأرضية لكان عونًا للإنسانية وحماية للأغنياء الذين سرقوا أموال الفقراء بالتواطؤ مع الساسة الأغبياء وأتت كورونا لتعلمهم الأدب مع الفقراء والمساكين.

ووقف العلم والطب عاجزًا أمام تفشي الفيروس القاتل، ولم تستطيع أكبر الاقتصاديات في العالم من توفير أدنى متطلبات الرعاية الصحية في الحفاظ على صحة الناس وأظهرت العجز الكامل في القضاء على الفيروس وعادوا يتحدثون عن أهمية الجهاز المناعي وتقويته مع أنهم ينكرون وجود خالقه الله سبحانه وتعالى.

وبعد أن ضاعت الأخلاق وسط الزحام، عادت من جديد تدق ناقوس الخطر وأن البشر دون قيم وأخلاق ينتقلوا إلى مرتبة الحيوانات التي هي في الواقع مسيرة لأمر ربها وليست مخيرة مثل الإنسان المفترض فيه القدوة في الأخلاق بين سائر المخلوقات.

الدكتور عبدالخالق حسن يونس، أستاذ الجلدية والتناسلية والذكورة بكلية الطب بجامعة الأزهر

الوسوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق